فصل: مجس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


كأس

الكأسْ‏:‏ الإناء الذي يُشْرَب فيه، وهي مؤنَّثة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏بِكَأسٍ من مَعِيْنٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ‏}‏، وقال عمرو بن كُلْثُوم‏:‏

وكَأسٍ قَدْ شَربْتُ بِبَعْلبكٍّ *** وأُخْرى في بِلاصَ وقاصِرِيْنا

وقال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت‏:‏

مَنْ لا يَمُتْ عَبْطةً هَرَما *** للمَوْتِ كَأْسٌ والمَرْءُ ذائقُها

وقال ابن الأعرابي‏:‏ لا تُسَمّى كأسًا إلاّ وفيها الشَّراب‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال‏:‏ الكأسُ الشَّرابُ نَفْسُه‏.‏

والجمع أكْؤُسٌ وكُؤوس وكَأْساتٌ وكِئآسٌ، قال الأخطل يصف نَديمَه‏:‏

خَضِلِ الكِئآسِ إذا تَنَشّى لم تَكُنْ *** خُلْفًا مَوَاعِدُهُ كَبَرْقِ الخُلَّبِ

وقال النابغة الجَعْديّ رضي الله عنه‏:‏

شَهِدْتُهُم لا أُرَجّي الحَياةَ *** حتى يُسَاقُوا بِسُمٍّ كِئآسا

وكَأْسُ‏:‏ اسمُ ابنةِ الكَلْحَبَة العُرَنيّ، وهو القائل‏:‏

وقلتُ لِكأْسٍ ألْجِمِيْها فإِنَّما *** نَزَلْنا الكَثِيْبَ من زَرُوْدَ لِنَفْزَعا

كبس

كَبَسْتُ النَّهْرَ والبِئْرَ أكْبِسُهُما كَبْسًا‏:‏ أي طَمَمْتُهما بالتُراب‏.‏ واسمُ ذلك التُراب‏:‏ كِبْسٌ -بالكسر-‏.‏ ومنه حديث عقيل بن أبي طالِب -رضي الله عنه-‏:‏ أنَّ قُرَيْشًا قالتْ لأبي طالِب‏:‏ إنَّ ابن أخيكَ قد آذانا فانْهَهُ عنّا، فقال‏:‏ يا عَقِيل انطَلِق فأتِني بمحمَّد، فانْطَلَقْتُ إليه فاسْتَخْرَجْتُه من كِبْسٍ، فَجَعَلَ يَتَّبعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ‏.‏ أي من بيتٍ صغير، قيل له كِبْس لِخَفائه، من قولهم كَبَسَ الرَّجُلُ رأسَه في ثَوْبِه‏:‏ إذا أخفاه وأدخَله فيه، أوْ مِنْ كَبَسَ‏:‏ أي غارَ في أصْلِ الجَبَل، من قولهم‏:‏ إنَّه لفي كِبْسِ غِنىً وفي كِرْسِ غِنىً‏:‏ أي في أصْلِهِ، حَكى ذلك أبو زيد، وقيل‏:‏ الكِبْسُ‏:‏ بيتٌ من طين‏.‏

والكِبْسُ -أيضًا-‏:‏ الرَّأْسُ الكبير‏.‏

والأكْبَسُ‏:‏ الفَرْجُ الناتئ‏.‏

ورجل أكْبَس بَيِّنُ الكَبَس‏:‏ وهو الذي أقْبَلَت هامَتُه وأدْبَرَت جَبْهَتُه‏.‏

والكُبَاسُ -بالضم-‏:‏ العظيم الرأس‏.‏

والكُبَاسُ -أيضًا-‏:‏ الذَّكَرُ، عن شَمِر، قال الطَّرِمّاح يهجو الفَرَزْدَق ويذكُر أخْتَهُ جِعْثِنَ‏:‏

ولو كُنْتَ حُرًّا لم تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقى *** وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ

وقيل‏:‏ الكُبَاسُ الذَّكَرُ الضَّخم الرَّأس‏.‏ وتُهبى‏:‏ تُدَاس ويُثار منها الغُبار لِشِدَّةِ العَمَل بها‏.‏ وقالوا -أيضًا-‏:‏ فَيْشَة كُبَاسٌ‏.‏

والكُبَاسُ- أيضًا-‏:‏ الذي يَكْبِسُ رأسَهُ في ثِيابِهِ ويَنام‏.‏

وفي بني يَرْبوع بن حَنْظَلَة‏:‏ الكُبَاسُ بن جَعْفَر بن ثَعْلَبَة بن يَرْبوع‏.‏

وأبو الحَسَن علي بن الحَسَن بن قُسَيْم بن كُبَاسٍ المِصْريّ‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

والكِبَاسَة -بالكسر-‏:‏ العِذْق، وهي من التَّمْر بمنزلة العُنْقود من العِنَب‏.‏ وقال سَهْل بن حُنَيْف‏:‏ أمَرَ رَسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بالصَّدَقَة فجاءَ رَجُل بِكَبائِسَ من هذه السُّخَّلِ -يعني الشِّيْصَ-، فنزلت‏:‏ ‏{‏ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُونَ‏}‏‏.‏

والكَبيس‏:‏ ضَرْبٌ من التَّمْر‏.‏

والكَبيس -أيضًا-‏:‏ حَلْيٌ مُجَوَّف، قال عَلْقَمَة بن عَبَدَة‏:‏

مَحَالٌ كأجْوازِ الجَرَادِ ولؤلؤٌ *** من القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ

مَحَالٌ‏:‏ شَذْرُ ذَهَبٍ‏.‏ والقَلَقِيُّ‏:‏ ضَرْبٌ من الؤلؤ، وقيل‏:‏ هو من القلائد المنظومة باللؤلؤ‏.‏ والكبيس‏:‏ حِلَقٌ تُصاغ مُجَوَّفَة ثمَّ تُحْشى طِيبًا‏.‏

والسَّنة الكَبيسَة‏:‏ التي يُسْتَرَقُ منها يَوم، وذلك في كُلِّ أرْبَعِ سِنِيْن‏.‏

وكُبَيْس -مُصَغّرًا-‏:‏ موضِع، قال الراعي يَصِف عانَةً‏:‏

جَعَلْنَ حُبَيًّا باليَمِينِ ووَرَّكَتْ *** كُبَيْسًا لِوِرْدِ من ضَئيدَةَ باكِرِ

وكُبَيْسَة‏:‏ عين في طرف بَرِّيَّة السَّماوَة، على أربَعَةِ أميال مِن هيت، منها تُسْلَكْ البَرِّيَّةُ‏.‏

والكابوس‏:‏ ما يَقَع على الإنسان باللَّيلِ، ويقال‏:‏ هو مُقَدِّمَة الصَّرْع، ومنه قولهم‏:‏ كَبَسُوا دارَ فلان‏.‏

والكابوس -أيضًا-‏:‏ يُكْنى به عن البُضْعِ، يقال كَبَسَها‏:‏ إذا فَعَلَ بها مَرَّةً‏.‏

والكَبْس -أيضًا-‏:‏ ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ، ثمَّ يُسَمّى الضَّأْنُ كَبْسًا، كما يُسَمّى البَغْلُ عَدَسًا بِزَجْرِه‏.‏

والأرنَبَة الكابِسَة‏:‏ هي المُقْبِلَة على الشَّفَةِ العُلْيا‏.‏

والنّاصِيَة الكابِسَة‏:‏ هي المُقْبِلَة على الجَبْهَة، يقال‏:‏ جَبْهَةٌ كَبَسَتْها النّاصِيَة‏.‏

وكابِس بن ربيعة بن مالِك بن عَدِيِّ بن الأسْوَدِ بن جُشَمَ بن رَبيعة بن الحارِث ابن أسامة بن لُؤَي، وكان يُشَبَّه برسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فَوَجَّهَ إليه مُعاوِيَة -رضي الله عنه- إلى البصرة فأشْخَصَه، وذلك أنَّه كُتِبَ إليه‏:‏ إنَّ الناسَ قد فُتِنوا بِرَجُلٍ يُشْبِه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فلمّا رآه مُعاوِيَة -رضي الله عنه- قامَ فَقَبَّلَ بينَ عَيْنَيْه، وسألَه‏:‏ مِمََّنْ أنتَ‏؟‏ فقال‏:‏ من بَني سامَةَ بن لُوَيٍّ، فقال‏:‏ كَيْفَ كُتِبَ إلَيَّ أنَّكَ من بَني ناجِيَة‏!‏‏؟‏ فقال‏:‏ والله يا أمير المؤمنين ما وَلَدَتْني وإنَّ الناسَ لَيَنْسُبُونَنا إليها‏.‏ فأقْطَعَه المَرْغابَ‏.‏

وجاء فلان كابِسًا‏:‏ إذا جاءَ شادًّا‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ الجِبال الكُبَّس‏:‏ هي الصِّلابُ الشِّدَادُ‏.‏

وفلان عابِس كابِس‏:‏ إتباعٌ له‏.‏

والتَّكْبِيْس‏:‏ الإطراق‏.‏ وفي حديث وحَشِيٍّ مولى جُبَيْر بن مُطْعِم -رضي الله عنهما- أنَّه قال في قِصَّة مقتل حمزة -رضي الله عنه-‏:‏ كُنْتُ أطْلُبُه يومَ أُحُدٍ، فَبَيْنا أنا ألْتَمِسُه إذْ طَلَعَ عَليُّ -رضي الله عنه-، فَطَلَعَ رجُل حَذِر مَرِس كثير الالتفات، فقلتُ‏:‏ ما هذا صاحِبِي الذي ألْتَمِسُ، فرأيْتُ حمزة -رضي الله عنه- يَفْري الناسَ فَرْيًا، فَكَمَنْتُ له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيْتٌ، فاعْتَرَضَ له سِباع بن أُمِّ أنمار، فقال‏:‏ هَلُمَّ إلَيَّ، فاحْتَمَلَه حتى إذا بَرَقَت قَدَماه رمى به فَبَرَكَ عليه، فَسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاةِ، ثمَّ أقْبَلَ إلَيّ مُكَبِّسًا حين رآني‏.‏ وذَكَرَ مَقْتَلَه لَمّا وَطِئَ على جُرْفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُه‏.‏

وقيل المُكَبِّس‏:‏ هو الذي يقتحم الناسَ فَيُكَبِّسُهم‏.‏

والمُكَبِّس‏:‏ فرس عُتَيْبَة بن الحارِث‏.‏

والمُكَبِّس -أيضًا-‏:‏ فَرَسُ عمرو بن صُحار بن الطَّماح‏.‏

والتركيب يدل على شيئٍ يُعْلى بالشَّيءِ الرَّزين، ثم يُقاس على هذا ما يكون في معناه‏.‏

كدس

الكَدْس‏:‏ إسراعُ المُثْقَلِ في السَّيْر، وقد كَدَسَتِ الخيلُ، قال‏:‏

إنّا إذا الخَيْلُ عَدَت أكْداسا *** مِثْلَ الكِلابِ تَتَّقي الهَرَاسا

وكَدَسَ يَكْدِسُ -بالكسر- كَدْسًا وكُداسًا‏:‏ أي عَطَسَ، وهذا في البهائم، وقد يُسْتَعْمَلُ في الإنسان، ومنه الحديث‏:‏ إذا بَصَقَ أحَدُكم في الصَّلاةِ فَلْيَبْصُق عن يَسَارِه أو تحت رِجْلِه، فإن غَلَبَتْهُ كَدْسَة أو سَعْلَة ففي ثَوْبِه‏.‏ قال‏:‏

الطَّيْرُ شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ *** إنّي بأنْ تَنْصُرَني لأُحْسِسُ

يقول‏:‏ هذه الإبل تَعْطِسُ بنَصْرِكَ إيّايَ، والطَّيرُ تَمُرُّ شَفْعًا؛ لأنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ منها، وقولُهُ‏:‏ ‏"‏لأُحْسِسُ‏"‏ أي لأُحِسُّ، فأظْهَرَ التَّضْعِيفَ للضَّرورة، كما قال العجّاج‏:‏

تَشْكو الوَجى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ *** من طولِ إمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ

والكادِس‏:‏ ما يُتَطَيَّرُ به من الفأل والعُطاس ونحوهما‏.‏ ومنه قيلَ للظَّبْيِ وغيرِه إذا نَزَلَ من الجَبَل‏:‏ كادِسٌ، يُتَشَأَّمُ به كما يُتَشَأَّمُ بالبارِح‏.‏ وقال الخليل‏:‏ الكادِس‏:‏ القعيد من الظِّبَاء؛ وهو الذي يَجيء من خَلْفِك، يُتَشَأَّمُ به‏.‏ قال أبو ذؤيب الهُذَلي وكان خالد بن زُهير مَرِضَ مَرَضًا شديدًا فَعَطَفَ عليه أبو ذؤيب لِرَحِمِه‏:‏

ألا لَيْتَ شِعْري هل تَنَظَّرَ خالِدٌ *** عِيَادي على الهِجْرانِ أم هو يائس

فَلَو أنَّني كُنْتُ السَّلِيْمَ لَعُدْتَني *** سَريعًا ولم تَحْبِسْكَ عَنّي الكوادِسُ

والكُدْس -بالضم-‏:‏ واحِدُ أكداس الطعام‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الكُدّاس -بالضم والتشديد-‏:‏ لُغَةٌ فيه‏.‏

قال‏:‏ والكُدَاسُ -بالتخفيف-‏:‏ ما كُدِسَ من الثَّلْج‏.‏

والكُداسَة‏:‏ ما يُكْدَسْ بَعْضُه فوقَ بعض‏.‏

وكَدَسَ به‏:‏ أي صَرَعَه‏.‏

وقال غيره‏:‏ أخَذَهُ فَكَدَسَ به الأرض‏:‏ أي ضَرَبَ‏.‏

والكُنْدُس‏:‏ دواءٌ مُعَطِّسٌ، من الكُدَاس وهو العُطاس، والنون زائدة، ووَقَعَ في بعض كُتُب اللُّغَة بالشين المُعْجَمَة، وهو تصحيف؛ بدَلالة الاشتقاق‏.‏

وتَكَدَّسَ الفَرَسُ‏:‏ إذا مَشَى كأنَّه مُثْقَل، قالت الخنساء‏:‏

وخَيْلٍ تَكَدَّسُ مَشْيَ الوُعُوْ *** لِ نازَلْتَ بالسَّيْفِ أبْطالَها

وقال عَبيد بن الأبرص‏:‏

أفي كُلِّ عامٍ لنا غَزْوَةٌ *** حَجُوْزٌ وقافِيَةٌ سائرَهْ

وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدّارِعِيْن *** كَمَشْيِ الوُعُولِ على الظّاهِرَهْ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ التَكَدُّسُ‏:‏ السُّرعة في المَشْيِ، ويقال‏:‏ التَكَدُّسُ‏:‏ أن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه ويَنْصِبَ ما بَيْنَ ثَدْيَيْه إذا مَشى‏.‏ وقال أبو عُبَيد‏:‏ التَّكَدُّس‏:‏ أن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه وكأنَّه يَرْكَبُ رَأسَه، وكذلك الوعول إذا مَشَتْ‏.‏

وقال ابن السِّكِّيت في قول المُتَلَمِّس‏:‏

هَلُمَّ إلينا قد أُثِيْرَت زُرُوْعُها *** وعادَت عليها المَنْجَنُوْنُ تَكَدَّسُ

يقال جاء فلان يَتَكَدَّس‏:‏ وهي مِشْيَة الغِلاظ القِصار‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ الكاف والدال والسين ليس بناءً يُشْبِه كلام العَرَب، ولعله يكون شيء يقارِب الإبْدال‏.‏

كربس

الكِرْباس‏:‏ فارِسِيّ مُعَرّب، وفارِسِيَّتُه كَرْباس -بفتح أوَّلِه-‏.‏ وانَّما غيّروا أوّلَه لِعَوَزِ بناء فَعْلال في غير المُضاعَف؛ سِوى خَزْعال وقَسْطال، وزاد ثَعْلَب‏:‏ قَهْقار، وقد خالَفَه الناس وقالوا‏:‏ هو قَهْقَر؛ ولو قال قائل‏:‏ هو فَعْفَال -لتكرُّرِ القاف التي هي فاء الكَلِمَة- لكان صوابًا‏.‏

وقال الليث‏:‏ يُنْسَبُ إليه بَيّاعُه فيُقال‏:‏ كَرَابِيْسِيٌّ، كأنَّه شَبَّهَه بالأنماريّ والأنباريّ والأنصاريّ، وإلاّ فالصَّواب‏:‏ كِرْباسِيّ؛ نِسْبَةٌ إلى الواحِد‏.‏

وقال أبو الهيثم‏:‏ الظِّرْبان دابَّة قصيرة القوائم يكون طول قَوائِمها قَدْرَ نِصْفِ إصْبَع، وهي عريضة يكون عَرْضُها شِبْرًا وفِتْرًا، وطولُها مِقْدار ذِراعٍ، وهي مُكَرْبَسَةُ الرأس‏:‏ أي مُجْتَمِعَتُه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَرْبَسَةُ‏:‏ مَشْيُ المُقَيَّدِ‏.‏

كردس

الكُرْدُوْسُ‏:‏ قِطْعة عظيمة من الخَيْل، قال جرير‏:‏

خَيْلي التي وَرَدَت نَجْرانَ ثمَّ ثَنَتْ *** يَوْمَ الكُلابِ بِوردٍ غَيْر مَحْبوس

قد أفْعَمَتْ وادِيَيْ نَجْرانَ مُعْلِمَةً *** بالدّارِعِيْنَ وبالخَيْل الكَراديس

والكَراديس‏:‏ الفِرَقُ منها‏.‏

وكَلُّ عَظْمَيْن الْتَقَيا في مَفْصِل فهو كُرْدوسٌ، نحو المَنْكِبَيْن والرُّكْبَتَيْن والوَرِكَيْن‏.‏ وقال الليث‏:‏الكُرْدوس‏:‏ فِقْرَة من فَقَارِ الكاهِلِ إذا عَظُمَتْ‏.‏ قال‏:‏ ويُقال‏:‏ كُلُّ عَظْمٍ نَحْضَتْهُ فهو كُرْدُوْس، يقال لِكَسْرَي الفُخْذ‏:‏ كُرْدُوسا الفَخِذِ؛ يعني رأس الفخذ‏.‏ قال‏:‏ وبعضهم يُسَمي الكِسْرَ الأعلى كُرْدوسًا لِعِظَمِه قَطْ‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ الكُرْدوس منحوت من كَلِمٍ ثلاث‏:‏ من كَرَدَ وكَرَسَ وكَدَسَ، وكلَّها يدل على التَّجمُّع، والكَرْدُ‏:‏ الطَّرْدُ، ثمَّ اشْتُقَّ من ذلك فَقيلَ لِكُلِّ عَظمٍ عَظُمَتْ نَحْضَتُه‏:‏ كُرْدُوس‏.‏

وفي صِفَة النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه كانَ ضخم الكَراديس»‏.‏ وقد ذُكِرَ الحديث بتمامِه في تركيب س ر ب‏.‏

وقال ابن الكَلْبي‏:‏ الكُرْدُوْسان‏:‏ قيس ومُعاوِيَة ابنا مالك بن حنظَلَة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم، وهُما في بَنب فَقيم بن جَرير بن دارِم‏.‏

ويقال‏:‏ كَرْدَسَ القائدُ الخَيْلَ‏:‏ أي جَعَلَها كُرْدوسًا كُرْدوسًا، أي كتيبة كتيبة‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الكَرْدَسَة‏:‏ الوَثاق، يقال‏:‏ كَرْدَسَه ولَبَجَ به الأرض، وأنشد‏:‏

وحاجِبٌ كَرْدَسَهُ في الحَبْلِ *** مِنّا غُلامٌ كانَ غَيْرَ وَغْلِ

حتى افْتَدَوْا منه بِمالٍ جِبْلِ ***

يعني‏:‏ حاجِب بن زُرارَة‏.‏

وكُرْدِسَ الرَّجُل‏:‏ جُمِعَتْ يَداه وَرِجْلاه‏.‏

ورَجُلٌ مُكَرْدَس‏:‏ مُلَزَّزُ الخَلْقِ، قال‏:‏

دِحْوَنَّةُ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ *** إذا يُرادُ شَدُّهُ يُكَرْمِحُ

والكَرْدَسَة‏:‏ مَشْيُ المُقَيَّد، قال امرؤ القيس يصف ثورًا‏:‏

فَباتَ على خَدٍّ أحَمَّ ومَنْكِبِ *** وضجْعَتُهُ مِثلُ الأسير المُكَرْدَسِ

أي‏:‏ مِثْلُ ضِجْعَةِ الأسير‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَرْدَسَة‏:‏ مَشْيٌ في تقارُبِ خَطْوٍ‏.‏

قال‏:‏ وكَرْدَسْتُ الغَنَمَ‏:‏ إذا سُقْتُها بِعُنْفٍ‏.‏

والتَّكَرْدُس‏:‏ الانْقِباض واجْتماع بعضِه إلى بعض، قال العجّاج يَصِفُ ثَورًا‏:‏

فَبَاتَ مُنْتَصًّا وما تَكَرْدَسا ***

كرس

الكِرْس -بالكسر-‏:‏ أبيات من الناس مُجْتَمِعة، والجمع‏:‏ أكراس وأكارس وأكاريس‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الأكارِس‏:‏ الجماعات من الناس، لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها، هكذا يقول الأصمعيّ‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ واحِدُها كِرْسٌ؛ ثمَّ أكراسٌ؛ ثمَّ أكاريس‏.‏

قال‏:‏ والكِرْس‏:‏ ما يُبْنى لِطِلْيانِ المِعْزى؛ مثل بَيْت الحمام، ويقال أكْرِسْها‏:‏ أي أدْخِلْها في الكِرْس لِتَدْفَأ‏.‏

ويقال للكِلْسِ الصّاروجِ المَعروف‏:‏ كِرْسٌ، وليس بالجَيِّد‏.‏

قال‏:‏ والكِرْس‏:‏ البَعْرُ والبَوْلُ المُتَلَبِّد بعضه على بعض، والجمع أكْراس‏.‏

وقول رؤبة‏:‏

يا صاحِ هاجَتْكَ الدِّيَارُ الأكْراسْ *** على هَوىً في النَّفْسِ منه وَسْواسْ

كانَّه أراد الدَّيار الدّاثِرَة القديمة التي بها آثار الكِرْسِ‏.‏

والكِرْسُ -أيضًا-‏:‏ الأصْلُ، قال العجّاج يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان‏:‏

قد عَلِمَ القُدُّوسُ مَوْلى القُدْسِ *** أنَّ أبا العَبّاسِ أوْلى نَفْسِ

بِمَعْدِنِ المُلْكِ القديمِ الكِرْسِ *** فُروعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّي

وقال الليث‏:‏ الكِرْس‏:‏ من أكراس القلائد والوشوح ونحوها، يقال‏:‏ قِلادَة ذات كِرْسَيْن وذاةت أكْراسٍ ثلاثة‏:‏ إذا ضَمَمْتَ بَعْضَها إلى بعضٍ‏.‏ قال‏:‏

أرقْتُ لِطَيْفٍ زارَني في المَجَاسِدِ *** وأكراسِ دُرٍّ فُصَّلَت بالفَرَائدِ

وكِرْسٌ -أيضًا-‏:‏ نخلٌ لِبَني عَدِيّ‏.‏

والكَرَوَّس -مثال عَذَوَّر-‏:‏ العظيم الرأس‏.‏

وأبو الكَرَوَّس محمد بن عمرو بن تمّام الكَلْبي‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

والكَرَوَّس‏:‏ الأسد العظيم الرأس، عن هِشَام، وأنشد لأبي النَّجْم يُخاطِبُ العجّاج‏:‏

إيّاكَ أنْ تَطْرِفَ أو تَعَسْعَسا *** أخْشى عليكَ الأسَدَ الكَرَوَّسا

وقال أبو عمرو‏:‏ الكَرَوَّس من الجِمال‏:‏ العظيم الفَرَاسِنِ الغليظ القوائم الشَّدِيْدُها‏.‏

وكَرْسي -مثال فَرْسي-‏:‏ موضِع بين جَبَلَيْ سِنْجَار‏.‏

والكُرْسِيُّ‏:‏ واحِد الكراسي، وربّما قالوا‏:‏ كِرْسِيّ -بكسر الكاف-‏.‏

وقيل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ‏}‏ أي وَسِعَ عِلْمُه، من قولِهم‏:‏ كَرِسَ الرَّجُل -بالكسر-‏:‏ إذا ازْدَحَمَ عِلْمُه على قَلْبِه؛ عن ابن الأعرابيّ‏.‏ وقرأ طاوُس‏:‏ وَسِعَ كِرْسِيُّه -بالكسر-، وهي لغة في جميع هذا الوزن نَحْوِ‏:‏ سُخْرِيٍّ ودُرِّيٍّ‏.‏

والكَرَاسِيّ‏:‏ العُلَماء‏.‏

وكُرْسِيّ‏:‏ قرية من أعمال طَبَرِيَّة، يُقال إنَّ عيسى -صلوات الله عليه- جَمَعَ الحَوارِيِّينَ بها وأنْفَذَهُم منها إلى النواحي، وفيها موضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَموا أنَّه -صلوات الله عليه- جَلَسَ عليه‏.‏

والكُرّاسة‏:‏ واحِدَة الكُرّاس والكَرارِيْس، قال الكُمَيْت‏:‏

حتى كأنَّ عِراصَ الدّارِ أرْدِيَةٌ *** من التَّجاوِيْزِ أو كُرّاسُ أسْفارِ

والكِرْياس‏:‏ الكَنِيْفُ في أعلى السَّطح بقناةٍ في الأرض، وهو فعْيال، من الكِرْسِ‏:‏ وهو المُتَطابِقُ من الأبوال والأبعار‏.‏ ومنه حديث أبي أيُّوب الأنصاري -رضي الله عنه-‏:‏ ما أدري ما أصْنَعُ بهذه الكَرايِيْسِ؛ وقد نهى رسولُ الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلّم- أنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَةُ بِبَوْلٍ أو غائطٍ‏.‏ وهو في كتاب الليث‏:‏ الكِرْياس‏؟‏ بالياء- في الثُّلاثيّ، والكِرْناس -بالنون- ذَكَرَه في الرُّباعيّ، فإنَّه قال‏:‏ الكِرْناس والجمع الكَرانيس‏:‏ إردَبّات تَنْصَب على رأس الكضنِيْف أو البالوعة‏.‏

وأكْرَسَتِ الدّارُ‏:‏ صارت ذاةَ كِرْسٍ، قال العجّاج‏:‏

يا صاحٍ هل تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرِسًا *** قال‏:‏ نَعَمْ أعْرِفُهُ وأبْلَسا

والقِلادَة المُكْرَسَة والمُكَرَّسَة -بتشديد الراء المفتوحة-‏:‏ أنْ يُنْظَمَ اللؤلؤ والخَرَز في خَيْط ثمَّ يُضَمّا بفُصُولٍ بِخَرزٍ كِبَارٍ‏.‏

وكَرَّسْتُ البِناءَ تَكْرِيْسًا‏:‏ أي أسَّسْتُه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ رجُلٌ مُكَرَّس‏:‏ للتّارِّ القَصِيرِ الكَثيرِ اللَّحْمِ‏.‏

والانْكِراس‏:‏ الانْكِباب، وقد انْكَرَسَ في الشَّيْء‏:‏ إذا دَخَلَ فيه مُنْكَبًّا، قال ذو الرُّمَّة يصف الثور‏:‏

يَغْشى الكِناسَ بِرَوْقَيْهِ ويَهْدِمُهُ *** من هائلِ الرَّمْلِ مُنْقاضٌ ومُنْكَثِبُ

إذا أرادَ انْكِرَاسًا فيه عَنَّ له *** دُوْنَ الأرُوْمَةِ من أطْنابِها طُنُبُ

والتركيب يدل على تَلَبُّد شَّيْءٍ فوقَ شَيْءٍ وتَجَمُّعُه‏.‏

كرفس

الكَرَفْس‏:‏ بَقْلَة معروفة، وقال الليث‏:‏ كأنَّه دخيل‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هي مُعَرَّبَة، وهي بِلُغَة أهْل غَزْنَة‏:‏ كَرَفْجْ سَمِعْتُها من أهْلِ غَزْنَة بها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكُرْفُس والكُرْسُف‏:‏ القُطن‏.‏

وقال الليث‏:‏ الكَرْفَسَة‏:‏ مِشْيَة المُقَيَّد‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَرْفَسَة‏:‏ أن يُقَيِّدَ البَعير فَيُضَيَّقَ عليه‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ تَكَرْفَسَ الرَّجُلُ‏:‏ إذا دَخَلَ بَعْضُه في بَعْضٍ‏.‏

كركس

الكَرْكَسَة‏:‏ ترديد الشيء‏.‏

ويقال للّذي وَلَدَتْهُ الإماءُ‏:‏ مُكَرْكَسٌ، كأنَّه المُرَدَّدُ في الهُجَناءِ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ المُكَرْكَسُ‏:‏ الذي أُمُّ أبيه وأُمُّ أُمِّه وأُمُّ أُمُّ أُمِّه و أُمُّ أُمُّ أبيه إمَاءٌ‏.‏

وقال الليث‏:‏ المُكَرْكَس‏:‏ المُقَيَّد، وقد كَرْكَسَهُ غيرُه، وأنشد‏:‏

فَهَلْ يأْكُلًا مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ *** لها نَسَبٌ في حَضْرَمَوْتَ مُكَرْكَسُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَكَرْكَسَ الشَّيْءُ‏:‏ إذا تَدَحْرَجَ‏.‏

قال‏:‏ والتَّكَرْكُسُ‏:‏ التَّلَوُّثُ فيما فيه الإنسان‏.‏

وذَكَرَ ابن فارِسٍ المُكَرْكَسَ في تركيب ك ر س، وجَعَلَ الكافَ مُكَرَّرَةً، ويكون وَزْنُه عنده مُفَعْفَلًا‏.‏

كرنس

الليث‏:‏ الكِرْناس والكِرْياس واحِدٌ، ذَكَرَ الكِرْناسَ- بالنون- في الرُّباعيّ؛ والكِرْياسَ -بالياء- في الثُّلاثيِّ‏.‏

كسس

ابن دريد‏:‏ كَسَسْتُ الشَّيْءَ أُكُسُّهُ كَسًّا‏:‏ إذا دَقَقْتَهُ دَقًّا شديدًا‏.‏

وكِسُّ -بالكسر-‏:‏ بلد يقارب سمر قند، وقوم يقولونه بالفتح، وربَّما صَحَّفَه بعضهم فقال‏:‏ كَشّ -بالشين المعجمة-، والصواب‏:‏ الكّسر مع الإهمال‏.‏ وأما التي هي بالفتح مع الإعجام‏:‏ فهي قَرية على ثلاثة فَراسِخ من جُرْجَان على الجَبَل، وسَتُذْكِر -إن شاء الله تعالى- في مَوضِعها‏.‏

والكَسِيْس‏:‏ نبيذ التّمر، قال العبّاس بن مِرداس- رضي الله عنه- يُخاطِب سُفْيان بن عبد يغوث النَّصْرِيَّ‏:‏

وإن تُسْقَ من أعنابِ وَجٍّ فإِنَّنا *** لنا العَيْنُ تَجْري من كَسِيْسٍ ومن خَمْرِ

وقال ابن دريد‏:‏ الكَسِيْس‏:‏ لحم يُجَفَّفْ على الحِجارَة؛ فإذا يَبِسَ دُقَّ حتى يصيرَ كالسُوَيْق؛ يُتَزَوّد في الأسْفار، قال‏:‏ وأحْسِبْهُ مَأْخوذًا من الكَسِّ‏.‏

والكَسَسُ‏:‏ صِغَرُ الأسنان ولُصُوقُها بسُنُوخها، وأنشد‏:‏

فِدَاءٌ خالَتي لِبَني حِيَيٍّ *** خُصُوْصًا يَوْمَ كُسُّ القَوْمٍ رُوْقُ

أي‏:‏ طِوال الأسنان، أرادَ‏:‏ كَلَحُوا من شِدَّةِ الكَرْبِ‏.‏ وأنشد أيضًا‏:‏

حين الأكَسُّ بهِ ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَسَسُ‏:‏ قد يكون في الحافِرِ‏.‏

قال‏:‏ وكَسَسْتُ الخُبْزَ‏:‏ إذا كَسَرْتَه‏.‏ فهو كَسِيْسٌ ومَكْسُوْسٌ‏.‏

وقال ابن شُمَيْل‏:‏ الكَسَسُ‏:‏ أن يكون الحَنَكُ الأعلى أقصر من الأسفل فتكون الثَّنْيَتَان العُلْيَيَان مع السُّفْلَيَيْن داخِل الفم، وقال‏:‏ ليس من قِصَرِ الأسنان‏.‏ وقال ابن فارِس‏:‏ الكَسَسُ قِصَرُ الأسنان‏.‏

وقال أبو مالِك‏:‏ الكَسْكاسُ‏:‏ الرَّجُل القصير الغَليظ، وأنشد‏:‏

حَيثُ تَرى الحَفَيْتأْ الكَسْكاسا *** يَلْتَبِسُ المَوتَ به الْتِباسا

والتَّكَسُّسْ‏:‏ التَّكَلُّف‏.‏

والكَسْكَسَة‏:‏ الدَّقُّ الشديد، كالكَسِّ‏.‏

والكَسْكَسَة -أيضًا-‏:‏ إلحاقُهم بِكافِ المؤنَّثِ سينًا عِنْدَ الوَقْفِ، يقولون‏:‏ أكْرَمْتُكِسُ ومَرَرْتُ بِكِسْ‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارب الكَشْكَشَة‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَسْكَسَة لغة لِبَكر يُبْدِلون من الكافِ سينًا، كقولِهِم‏:‏ في دارِسَ؛ يُريدون‏:‏ في دارِكَ‏.‏ والصواب أنَّ الكَسْكَسَة لِتميم؛ والكَشْكَشَة لِبَكْرٍ، والحُجَّة من حديث مُعاوِيَة -رضي الله عنه- مع رَجُلٍ من جَرْم؛ مَرَّت في تركيب ل خ خ‏.‏

كعس

الليث‏:‏ الكَعْس -بالفتح-‏:‏ عِظام السُّلامى، والجَميع‏:‏ الكِعَاسُ‏.‏ وهي -أيضًا-‏:‏ عِظام البَرَاجِم في الأصابِع، وكذلك من الشّاءِ والبَقَر وغيرِها‏.‏

قال‏:‏ ومَثَلٌ للعامَّة‏:‏ ما يُساوي كَعْسًا، وهي العِظام التي تلتقي في مفاصِلِ اليَدَيْن والرِّجْلَيْن، وتلك العِظَامُ يُقال لها‏:‏ السُّلامَيَاتُ‏.‏

والكُعْسُوم‏:‏ الحِمارُ؛ بالحِمْيَرِيَّة، والميم زائدة، وكذلك الكُسْعُوْمُ‏.‏

كفس

ابن دريد‏:‏ الكَفَس -بالتحريك- في بعض اللُّغات-‏:‏ الحَنَفُ، يقال رجُلٌ أكْفَسُ‏.‏

وقال غيره‏:‏ الكِفاس‏:‏ الدِّثَار‏.‏

وكِفَاسُ الصَّبيِّ‏:‏ قِمَاطُ مَعَاوِزِه‏.‏

وانْكَفَسَ الرَّجُلُ‏:‏ إذا تَلَوّى‏.‏

كلس

ابن دريد‏:‏ الكِلْسُ‏:‏ الصّارُوْج، قال عَدِيُّ بن زيد العِبَادي‏:‏

شادَهُ مَرْمَرًا وخَلَّلَهُ كِلْ *** سًا فَلِلطَّيْرِ في ذُراهُ وُكُورُ

هكذا رواه الأصمعيّ‏:‏ ‏"‏وخَلَّلَه‏"‏ بالخاء المُعْجَمَة، وَرَواه غيرُه ‏"‏وجَلَّلَه‏"‏ بالجيم، وكان الأصمعي يَضْحَكُ من هذا ويقول‏:‏ متى رأوْا حِصْنًا مُصَهْرَجًَا‏؟‏‏!‏ وقال ليسَ ‏"‏جَلَّلَه‏"‏ -بالجيم- بِشَيْءٍ، إنَّما هو ‏"‏خَلَّلَه‏"‏ أي أدْخَلَ الصّارُوْجَ في خَلَلِ الحِجارة‏.‏

ومنه الكُلْسَة في اللون، يقال‏:‏ ذِئْبٌ أكْلَس‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَلاّس‏:‏ القطاعُ‏.‏

والأنْكَلِيْس والأنْقَلِيْس‏:‏ الجِرِّيْث‏.‏ وقد سَبَقَ القول في ذلك مُشْبَعًا في تركيب ق ل س‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ كَلَّسَ فلان على فلان تَكْلِيسًا‏:‏ إذا حَمَلَ وجَدَّ، قال رجُل مِن قُضَاعَة‏:‏

يا صاحِبَيَّ ارْتَحِلا ثمَّ امْلُسا *** أنْ تُحْبَسا لَدى الحُصَيْنِ مَحْبَسا

أرى لَدى الأرْكانِ بَأْسًا أبْأسا *** وبارِقاتٍ يَخْتَلِسْنَ الأنفسا

إذا الفَتى حُكِّمَ يومًا كَلَّسا ***

وكَلَّسَ فلان على قِرْنِه‏:‏ إذا جَبُنَ وفَرَّ عنه‏.‏ وصَوَّبَ هذا الأزهريّ ورجَّحَه على ما قاله الأصمعيّ‏.‏

وقال الشَّيْبانيّ‏:‏ التَكْلِيْسُ والتَّكَلُّسُ‏:‏ الرِّيُّ، وأنشد‏:‏

ذو صَوْلَةٍ يُصْبِحُ قد تَكَلَّسا ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُتَكَلِّس‏:‏ الشديد العَدْوِ‏.‏

والتركيب يدل على امْتلاءٍ في الشَّيْءِ‏.‏

كلمس

الفرّاء‏:‏ الكَلْمَسَة‏:‏ الذَّهاب، يقال‏:‏ كَلْمَسَ الرَّجُل وكَلْسَمَ‏:‏ إذا ذَهَبَ‏.‏

كلهس

ابن عبّاد‏:‏ كَلْهَسْتُ الشَّيْءَ‏:‏ إذا فَرِقْتَه وخِفْتَه‏.‏

والكَلْهَسَة‏:‏ الدُّؤوب والإكباب على العَمَل‏.‏ ورجلٌ مُكَلْهِس على عَمَلِه‏:‏ أي جادٌّ فيه‏.‏

والكَلْهَسَة‏:‏ رُكوبُكَ صَدْرَكَ وخَفْضُكَ رَأْسَك وتَقْرِيْبُكَ بينَ مَنْكَبَيْكَ، ولا يكون ذلك إلا في المَشْي‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ كَلْهَسَ‏:‏ إذا واجَهَ القِتالَ وحَمَلَ على العَدُوِّ‏.‏

كمس

الأزهريّ‏:‏ لم أجِد فيه من كلام العَرَب وصَريحِه شَيْئًا، فأمّا قَوْلُ الأطِبّاءِ في الكَيْمُوْساتِ إنَّها الطبائع الأربع فَلَيْسَت من لُغات العَرَب ولكنَّها يونانيَّة‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب‏:‏ الكَيْموس لفظ سُرْيانيّ ومعناه الخِلْطُ‏.‏

والأكْمَس‏:‏ الذي لا يكاد يُبْصِر‏.‏

والكُمُوْسُ‏:‏ العُبُوْسُ‏.‏

وكامِسٌ وكامِسُة‏:‏ مَوضِعان‏.‏

كندس

الكُنْدُسُ -بالضم-‏:‏ دواء مُعَطِّس، مِن كَدَسَ‏:‏ إذا عَطَسَ، وبالشين المُعجَمة تَصْحيف‏.‏

كنس

الكانِس‏:‏ الظَّبْيُ يدخُل في كِنَاسِه وهو موضِعُه في الشَّجَر الذي يَكْتَنُّ فيه ويَسْتَتِر‏.‏ وقد كَنَسَ الظَّبي‏:‏ لأنَّه يكنُسُ الرَّمْلَ حتى يَصِل إلى بَرْدِ الثَّرى‏.‏ وجمع الكِنَاس‏:‏ كُنُسٌ وكُنْسٌ -مثال خُلُق وخُلْق-، قال الحارِث بن حِلّزة اليَشْكُري‏:‏

حتى إذا الْتَفَعَ الظِّبَاءُ بأطْ *** رافِ الظِّلالِ وقِلْنَ في الكُنْسِ

والكشناس‏:‏ مَوْضع، قال أبو حيَّة النُّمَيْري‏:‏

رَمَتْني وسِتْرُ الله بَيْني وبَيْنَها *** عَشِيَّةَ آرامِ الكِناسِ رَمِيْمُ

وقال جرير‏:‏

لِمَنْ الدِيارُ كأنَّها لم تُحْلَلِ *** بينَ الكِناسِ وبَيْنَ طَلْحِ الأعْزَلِ

وفَسّر أبو عُبَيدة قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الجَوارِ الكُنَّسِ‏}‏ أي تَكْنِسُ في المَغيبِ كما تَكْنِسُ الظِّبَاءُ في الكُنُسِ‏.‏

وجمع الكانِسِ‏:‏ كُنُوْس -أيضًا-؛ كجالِسٍ وجُلُوْسٍ، قال رؤبة‏:‏

ذو النَّبْلِ ما دامَ المَها كُنُوْسا ***

ويُروى‏:‏ ما كانَ المَها‏.‏

وكَنَسْتُ البيتَ أكْنَسَه وأكْنِسُه -بالضم والكَسْر- كَنْسًا‏.‏ والمِكْنَسَةُ‏:‏ ما يُكْنَس به‏.‏ والكُناسَة‏:‏ القُمامَة‏.‏

والكُناسَة‏:‏ موضِع بالكوفَة‏.‏

وقد سَمَّوا كُناسَة‏.‏

والكَنِيْسَة لليَهود‏.‏

والكَنِيْسَة‏:‏ مَرْسى من مَرَاسي بَحْرِ اليَمَن مِمّا يَلي زَبِيْدَ للجائي من مكَّة حَرَسها الله تعالى‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب‏:‏ أرْسَيْتُ بها سَنَةَ خَمْسٍ وسِتَّمِئةٍ‏.‏

والكَنِيْسَة‏:‏ المرأة الحسناء، عن أبي عمرو‏.‏

والكَنِيْسَة السوداء‏:‏ بلد بِثَغْرِ المَصِيْصَة‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ الفِرْسِنُ المَكْنُوْسَة‏:‏ المَلْسَاءُ الباطِنِ، تُشَبِّهُها العَرَبُ بالمَرائي لِمَلاسَتِها، ويقال‏:‏ فِرْسِنُ مَكْنُوْسَة‏:‏ المَلْساء الجَرْداء الشَعَر‏.‏

ومِكْناسة‏:‏ بلد بالمَغْرِب‏.‏

ومِكْناسةُ الزَّيْتون‏:‏ بلد آخَر هُناك‏.‏

وتَكَنَّسَ الظَّبْيُ‏:‏ دَخَلَ كِنَاسَه‏.‏ وكذلك تَكَنَّسَ الرَّجُل‏:‏ إذا دَخَلَ الخَيْمَةَ‏.‏ وتَكَنَّسَتِ المرأة‏:‏ إذا دَخَلَتِ الهَوْدَجَ، قال لَبِيد -رضي الله عنه- يَصِفُ نِساءً في هَوَادِجِهِنَّ‏:‏

شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلوا *** فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُها

والتركيب يدل على سَفْرِ شَيْءٍ عن وَجْهِ شَيْءٍ وهو كَشْفُه وعلى اسْتِخْفاءٍ‏.‏

كوس

كاسَ البعيرُ يَكُوسُ كَوْسًا‏:‏ إذا مشى على ثلاثِ قوائِم وهو مُعَرْقَب، قالت عَمْرضة أُخْتُ العبّاس بن مِرْداس -رضي الله عنه- وأُمُّها الخنساءُ؛ تَرْثي أخاها وتَذْكُرُ أنَّه كانَ يُعَرْقِبُ الإبل‏:‏

فَظَلَّتْ تَكُوْسُ على أكْرُعٍ *** ثَلاثٍ وكانَ لها أرْبَعُ

يعني القائمة التي عَرْقَبَ، هي مُخَضَّبَةٌ بالدَّم‏.‏

وقال الأعوَر النَّبْهانيُّ- واسمُه عَنّاب بالنُّون- يهجو جَريرًا‏:‏

فَقُلْتُ لها أُمَّي سَلِيْطًا بأرْضِها *** فَبِئْسَ مُنَاخُ النّازِلِيْنَ جَرِيْرُ

ولو عِنْدَ غَسّانَ السَّلِيْطيِّ عَرَّسَت *** رَغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيْرُ

وكاسَه يَكُوسُه كَوْسًا‏:‏ صَرَعَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَوْس في الجِماع‏:‏ الطَّعْن، وقد كاسَها‏.‏

وقال الليث‏:‏ والكَوْس في البَيْع‏:‏ اتِّضَاعُ الثَّمَن، يقال‏:‏ لا تَكُسْني يا فُلان في الثَّمن‏.‏ وقيل‏:‏ الكَوْس في البع‏:‏ الوَكْس؛ مقلوبٌ منه‏.‏

والكَوْسُ في السَّيْرِ‏:‏ مثل التَّهْويد‏.‏

وكاسَتِ الحَيَّة‏:‏ إذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها‏.‏

وقال الليث‏:‏ الكَوْسُ كَلِمَة كأنَّها نَبَطِيَّة، والعَرَب تَتَكَلَّم به، وذلك إذا أصابَ الناسَ خَبٌّ في البحرِ فخافوا الغَرَقَ، يقال‏:‏ خافُوا الكَوْسَ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذا القول في الكَوْسِ رَجْمٌ بالغَيْب وحَدْسٌ من الكَلام والتَّكَلُّم على ما خَيَّلَت ورَمْيٌ به على عَوَاهِنِه، والصَّوابُ فيه‏:‏ أنَّ الكَوْسَ نَيِّحَةُ الأزْيَبِ من الرِّياح، وسَفْرُ الهِنْدِ إذا أيمَنوا فَرِيْحُهُم الأزْيَبُ، وإذا رَجَعُوا أو احْتَجَزوا فالكَوْسُ‏.‏

والكُوْسُ -بالضم-‏:‏ الطَّبْلُ، فارِسِيّ مُعَرَّب، وهو تعريب ‏"‏كُوْسْ‏"‏ بِضَمَّةٍ غَيْرِ مُشْبَعَةٍ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ ذَكَرَ الخليل أنَّ الكُوْسَ خَشَبَة مُثَلَّثَة تكونُ مع النَّجّارين يَقِيْسونَ بها تربيع الخَشَبِ، وهي كَلِمَة فارِسِيَّة‏.‏

والكُوْسِيُّ من الخَيْل‏:‏ القصير الدَّوَارِجِ‏.‏

وكُوْسِيْن‏:‏ قرية‏.‏

ومَكْوَس -بالفتح-‏:‏ اسم حمارٍ‏.‏

وكاسان‏:‏ بلد كبير بما وراء النَّهْرِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ لُمْعَةٌ كَوْساء‏:‏ مُلْتَفَّة كثيرة، ولِماعٌ كُوْسٌ، وهي القِطْعَة من الأرض فيها شَجَر تَدَانَت أُصُولُها والْتَفَّت فُرُوعُها‏.‏ وكذلك رِمال كُوْس‏:‏ أي مُتَراكِمَة‏.‏

وكَوْساء‏:‏ موضِع‏.‏

وأكاسَهُ‏:‏ إذا صَرَعَهُ، مِثْل كاسَهُ‏.‏

وأكاسَ البَعير‏:‏ حَمَلَه على أن يَكُوْسَ بِعَرْقَبَتِه، قال أبو حِزام غالب بن الحارِث العُكْليّ‏:‏

ومَعي صيغَةٌ وجَشّاءُ فيها *** شِرْعَةٌ حَشْرها حَرىً أن يُكِيسا

صِيْغَةٌ‏:‏ سِهَامٌ مُسْتَوِيَة عَمَلُ يَدٍ واحِدَةٍ، والحَشْرُ‏:‏ المَحْشور أي المَبْرِيُّ‏.‏

وكَوَّسْتُه على رأسِهِ تَكْوِيْسًا‏:‏ أي قَلَبْتُه‏.‏ وقال الحجّاج‏:‏ ما نَدِمْتُ على شَيْءٍ نَدَمي على ألاّ أكونَ قَتَلْتُ ابن عُمَرَ، فقال عبد الله بن عبد الله -قاله الأزهريّ، وقال أبو عُبَيد‏:‏ هوَ سالِم بن عبد الله-‏:‏ لو فَعَلْتَ ذلك لَكَوَّسَكَ الله في النّارِ رأسَكَ أسْفَلَكَ‏.‏ وهذا هو الصَّحيح، ذَكَرَه في تَرْجَمَةِ سالمٍ‏.‏ قَوْلُه‏:‏ ‏"‏رَأْسَكَ أسْفَلَكَ‏"‏ نَحْوَ‏:‏ ‏"‏فاهُ إلى فِيَّ‏"‏ في قَوْلهم‏:‏ كَلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ، في وُقُوعِه مَوْقِعَ الحالِ، ومعناه‏:‏ لَكَوَّسَكَ جاعِلًا أعْلاكَ أسْفَلَكَ‏.‏

وتَكَاوَسَ لَحمُ الغُلام‏:‏ إذا تَرَاكَبَ‏.‏

وفي حديث قَتَادَة‏:‏ أنَّه ذَكَرَ أصحاب الأيْكَة فقال‏:‏ كانُوا أصحابَ شَجَرٍ مُتَكاوِسٍ، أو مُتَكادِسٍ‏.‏ والمُتَكادِس‏:‏ مِن تَكَدَّسَتِ الخَيْلُ إذا تَرَاكَبَتْ‏.‏

وعُشْبٌ مُتَكاوِس‏:‏ إذا كَثُرَ وكَثُفَ‏.‏

والمُتَكاوِسُ في العَروض‏:‏ أن تتَوالى أربَعُ حَرَكاتٍ بِتَرَكُّبِ السَّبَبَيْنِ؛ مثل ضَرَبَني وسَمَكَة، ويُسَمّى الفاضِلَةَ -بالضاد المُعْجَمَة- والفاصِلَةَ الكُبْرى‏.‏

واكْتاسَني فلانٌ عن حاجَتي‏:‏ أي حَبَسَني‏.‏

والتَّكَوُّس‏:‏ التَّنَكُّس‏.‏

والتركيب يدل على الصَرَعِ أو ما يُقارِبُه‏.‏

كهمس

كَهْمَسٌ‏:‏ أبو حَيٍّ من العَرَبِ، قال أبو حُزَانَة الوليد بن حنيفة من بَني رَبيعَة بن حَنْظَلَة بن مالِك بن زَيد مَناةَ بن تَميم‏:‏

وكُنّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ *** حَيُوا بَعْدَما ماتُوا من الدَّهْرِ أعْصُرا

وقال الليث‏:‏ الكَهْمَس‏:‏ الأسد‏.‏

وقال ابن خالَوَيْه‏:‏ الكَهْمَس‏:‏ القبيح الوجه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ ناقةٌ كَهْمَس‏:‏ أي عليها مِثْلُها من سَنَامِها‏.‏

وكَهْمَس الهِلاليُّ -رضي الله عنه-‏:‏ له صحبة‏.‏ قال‏:‏ أسْلَمْتُ فأتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلّم- وأخْبَرْتُه بإِسلامي، فَمَكَثْتُ حَوْلًا وقد ضَمَرْتَ ونَحَلَ جِسْمي، فَخَفَّضَ فِيَّ البَصَرَ ثمَّ رَفَعَه، قلت‏:‏ أما تَعْرِفُني‏؟‏ قال‏:‏ ومَن أنتَ‏؟‏ قلتُ‏:‏ أنا كَهْمَس الهِلاليّ، قال‏:‏ فما بَلَغَ بِكَ ما أرى‏؟‏ قال‏:‏ ما أفْطَرْتُ بَعْدَكَ نهرًا ولا نِمْتُ ليلًا، قال‏:‏ ومَنْ أمَرَكَ أن تُعَذِّبَ نَفْسَك‏؟‏ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يومًا، قلتُ‏:‏ زِدُني، قال صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يومين، قلتُ‏:‏ زِدُني، قال‏:‏ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أيّام‏.‏

وكَهْمَس بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْريُّ‏:‏ من أتباع التابعين‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الكَهْمَسَة في المَشْيِ‏:‏ كالحَفَدَانِ، وهو تَقارُبُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْن وحَثَيانُهما التُّرابَ‏.‏

كيس

الكَيْسُ‏:‏ خِلاف الحُمْق، لأنَّه مُجْتَمَعُ الرَّأيِ والعَقْلِ‏.‏ ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم‏:‏ كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ، أو الكَيْسُ والعَجْزُ‏.‏

ورَجُلٌ كَيِّسٌ‏:‏ أي ظَريف، قال عَلِيٌّ رضي الله عنه‏:‏

أما تراني كَيِّسًا مُكَيَّسا *** بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَيّسا

بابًا مَنِيْعًا وأمِيْنًا كَيِّسا ***

وزيد بن الكَيِّسِ النَّمَرِيُّ النَّسّابَة‏.‏

وجَمْعُ الكَيِّسِ‏:‏ أكياسٌ وكَيْسى، قال رؤبة‏:‏

وفي الغَواني طَمَعٌ وإيْأسْ *** وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ

من غيرِ أنْ يَخْدَعَهُنَّ الأكْيَاسْ ***

وقال آخَر‏:‏

فَكُن أكْيَسَ الكَيْسى إذا كُنْتَ فيهم *** وإنْ كُنْتَ في الحَمْقى فَكُنْ أنْتَ أحْمَقا

والكَيِّسِ بن أبي الكَيِّسِ حَسَّان بن عبد الله اللَّخْمِيّ‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏ وكَيِّسَة بنت أبي بَكْرَة نُفيْع -رضي الله عنه-‏:‏ من التابِعِيّاتِ‏.‏

ومَصْدَرُه‏:‏ الكِيَاسَة والكَيْس‏.‏

وقال الأُمَويّ‏:‏ الكَيْسُ‏:‏ الجُوْدُ، وأنشد‏:‏

وفي بَني أُمِّ الزُّبَيْرِ كَيْسُ على الطَّعامِ ما غَبَا غُبَيْسُ

وقال ابن دريد‏:‏ الكَيْس عِنْدَ قَوْمٍ‏:‏ الطَّبُّ‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ الكَيْسُ‏:‏ الجِماع‏.‏ ومنه قول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- لِجابِرَ بن عبد الله -رضي الله عنه-‏:‏ أبِكْرًا تَزَوَّجْتَ أمْ ثَيِّبًا‏؟‏ قال بَلْ ثَيِّبًا، قال‏:‏ فَهَلاّ بِكْرًا تُداعِبُها وتُداعِبُك‏؟‏ فقال‏:‏ اسْتُشْهِدَ أبي وتَرَكَ بَناتٍ صِغارًا، فَكَرِهْتُ أن أتَزَوّجَ مِثْلَهُنَّ -أو قال كلامًا هذا معناه-، فقال‏:‏ فإذا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْسَ‏.‏ أي جامِع امْرَأتَكَ طَلَبًَا للوَلَدِ، وقيل‏:‏ أمَرَه بالتَّوَقِّي وإلاّ يَحْمِلَه الشَّبَقُ وطُولُ العُزْبَةِ على غِشْيانِها وهيَ حائِضٌ، وأوعَزَ إليه أنْ يُعْمِلَ كَيْسَه -أي عَقْلَه- في اسْتِبْرائها والفَحْصِ عن حالها‏.‏

واسْتَشْهَدَ أبو العبّاس على أنَّ الكَيْسَ العَقْلُ بِقَوْلِ أبي المِنْهالِ بُقَيْلَةَ الأكْبَرِ الأشْجَعيّ‏:‏

وإنَّما الشَّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ *** على المَجَالِسِ إنْ كَيْسًا وإنْ حُمُقا

وإنَّ أصْدَقَ بَيْتٍ أنْتَ قائلُهُ *** بَيْتُ يقالُ إذا أنْشَدْتَهُ صَدَقا

إلْبَسْ جَدِيْدَكَ إنّي لابِسٌ خَلَقي *** ولا جَدِيْدَ لِمَنْ لا يَلْبَسُ الخَلَقا

ويقال‏:‏ كِسْتُ الرَّجُلَ كَيْسًا‏:‏ إذا غَلَبْتَه بالكِيَاسَة‏.‏ ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال لجابِرٍ في الجمل الذي اشْتَراهُ منه -وكانَ قد أعْيا- بأرْبَعَةِ دَنانِيرَ‏:‏ أتُرى إنَّما كِسْتُكَ لآِخُذَ جَمَلَكَ، لكَ الثَّمَنُ ولك الجَمَلُ؛ لكَ الثَّمَنُ ولك الجَمَلُ، ويُروى‏:‏ خُذْ جَمَلَكَ ومالَكَ فهما لَك‏.‏ أي‏:‏ كُنتُ أكْيَسَ منك، وهو من باب فاعَلْتُه فَفَعَلْتُه، ويُروى‏:‏ ‏"‏إنَّما ما كَسْتُكَ‏"‏ من المِكَاس‏.‏

والكِيْسى‏:‏ نعت المرأة الكَيِّسَة، وهو تأنيث الأكْيَس، وكذلك الكُوْسى، صارت الياءُ واوًا لانْضِمامِ ما قَبْلَها، كَطُوبى من الطِّيْب؛ ومُوْسِرٍ ومُوْقِنٍ من اليَسَارِ واليَقِينِ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ هذا الأكْيَسُ وهذه الكُوْسى وهُنَّ الكُوْسُ والكُوْسَيَاتُ للنِّساءِ خاصَّةً‏.‏

وكَيْسَة بنت أبي كَثير‏:‏ من المُحَدِّثاتِ‏.‏

وعَليُّ بن كَيْسَةَ- ويقال ابن كِيْسَةَ بالكَسْر-‏:‏ من رُوَاةِ القِراءةِ‏.‏

وبعض العَرَب يُسَمِّي الغَدْرَ‏:‏ كَيْسَانَ، قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه‏:‏

إذا ما دَعَوْا كَيْسانَ كانتْ كُهُولُهم *** إلى الغَدْرِ أدْنى من شَبابِهم المُرْدِ

ويُروى‏:‏ ‏"‏أدْعى‏"‏ و‏"‏أسْعى‏"‏‏.‏

والكَيْسَانِيَّة‏:‏ صِنف من الرَّوافِضِ أصحاب المُختار بن أبي عُبَيْد، يقال‏:‏ إنَّ لَقَبَه كانَ كَيْسَانَ‏.‏

وأبو بكر أيُّوب بن أبي تَميمَة السِّخْتِيَانيُّ، واسْمُ أبي تَمِيْمَة كَيْسَانُ، وأيُّوب من كِبار التابعين وثِقاتِهِم‏.‏

وأُمُّ كَيْسَان‏:‏ لَقَبٌ للرُّكْبَة، والضَّرْبِ على مُؤخَّرِ الرَّجُلِ بِظَهْرِ القَدَم‏.‏ وعن المُبرَّدِ أنَّ المُهَلَّبَ بن أبي صُفْرَة دَعا بمعاوِيَة بن عمرو سّيِّد بَلْعَدَوِيَّةِ فَجَعَلَ يَرْكُبُه، فقال‏:‏ أصْلَحَ اللهُ الأميرَ؛ أعْفِني من أُمِّ كَيْسَانَ‏.‏

والكِيْسُ‏؟‏ بالكسر-‏:‏ كِيْسُ الدَّراهِم، والجمعُ‏:‏ أكْياسٌ وكِيَسَةٌ، سُمِّيَ به لأنَّه يَضُمُّ الشَّيء وَيَجْمَعُه، قال‏:‏

وليسَ لي مُقْعِدٌ في البيتِ يُقْعِدُني *** ولا السَّوَامُ ولا من فِضَّةٍ كِيْسُ

والكِيْسُ -أيضًا-‏:‏ المَشِيْمَة، شُبِّهَتْ بالكِيْسِ الذي تُحْرَزُ فيه النَّفَقَة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ لُعْبَةٌ للعَرَبِ يُسَمُّونَ فيها بأسْماءٍ يَقُولونَ‏:‏ كِيْسٌ من كِسفَةٍ‏.‏

وأكْيَسَ الرَّجُلُ وأكاسَ‏:‏ إذا وُلِدَ له أولاد أكْيَاس، قال رافِع بن هُرَيْم‏:‏

فلو كُنتُم لمُكْيِسَةٍ أكاسَت *** وكَيْسُ الأُمِّ يُعْرَفُ في البَنينا

ولكنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فجئْتُم *** غِثَاثًا ما نَرى فيكم سَمينا

وكَيَّسْتُه‏:‏ جَعَلْتُهُ كَيِّسًا، قال زَيْدُ الخَيلِ الطّائيُّ‏:‏

أُقاتِلُ حتى لا أرى لي مُقاتَلًا *** وأنْجُو إذا لم يَنْجُ إلاّ المُكَيَّسُ

والتَّكَيُّس‏:‏ التَّظَرُّف‏.‏

وكايَسْتُه فكِسْتُه‏:‏ أي غالَبْتُه بالكَيْسِ فَغَلَبْتُه‏.‏

وتَكَايَسَ‏:‏ تَفَاعَلَ؛ من الكَيْسِ‏.‏

والتركيب يدل على ضَمٍّ وجَمْعٍ‏.‏

لبس

اللُّبْسُ -بالضم-‏:‏ مصدر قولِكَ‏:‏ لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه‏.‏

ولَبِسْتُ امْرَأةً‏:‏ أيْ تَمَتَّعْتُ بها زمانًا‏.‏

ولَبِسْتُ قَومًا‏:‏ أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْرًا‏.‏

ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري‏:‏ أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه‏:‏

لَبِسْتُ أُناسًا فأفْنَيْتُهُم *** وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا

ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم *** وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا

وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ‏:‏

لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ *** وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا

واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس -بالكسر-‏:‏ ما يُلْبَس، قال العجّاج‏:‏

يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ *** دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ

ولِبْسُ الكعبة -شرَّفَها الله تعالى-‏:‏ ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة‏.‏ وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر -رضي الله عنه- يَصِفُ الغَبِيْطَ‏:‏

فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ *** بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلًا مُوَشَّما

واللِّبْسَة‏:‏ حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر -رضي الله عنه-‏:‏ عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللِّبْسُ واللِّبْسَة‏:‏ ضَرْبٌ من الثِّياب‏.‏

قال‏:‏ واللِّبْس‏:‏ السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم‏.‏

وقَولُهم لِلَّئيمِ‏:‏ جِبْسٌ لِبْسٌ‏:‏ إتْبَاعٌ‏.‏

ولباسُ الرجُل‏:‏ امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ‏}‏ أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه‏:‏

إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها *** تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا

وقال مُجاهِدٌ‏:‏ أي سَكَنَ‏.‏ وقال ابن عَرَفَة‏:‏ اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع‏.‏ وروى أبو عمرو‏:‏ ‏"‏ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ‏"‏‏.‏

ولِباس التَّقوى‏:‏ الحَيَاء، وقيل‏:‏ الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ‏:‏ هو الإيمان، وقيل‏:‏ هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا‏}‏ أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ‏}‏ أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلًا؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه‏.‏

واللَّبُوْسُ‏:‏ ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ‏:‏

إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها *** إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها

وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم‏}‏ يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوسًا لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ‏:‏ رَكُوْب‏.‏

وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء‏:‏ أي مُنْكَرَة‏.‏

وثوب لَبيس‏:‏ أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ‏.‏ ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل -رضي الله عنه- أنَّه كان يقول باليَمَن‏:‏ ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة‏.‏

ويقال‏:‏ ليسَ لِفلان لَبيس‏:‏ أي مِثْل‏.‏

ومُلاءةٌ لَبِيس -بغير هاء-‏.‏

وقال الليث‏:‏ اللَّبَسَة -بالتحريك-‏:‏ بَقْلَة‏.‏ قال الأزهري‏:‏ لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَسًا -بالفتح-‏:‏ أي ليسَ به كِبْرٌ‏.‏

والمَلْبَس -أيضًا-‏:‏ اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس‏:‏

ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً *** وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا

وفي المَثَل‏:‏ أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس‏.‏ قال الأعرابي‏:‏ يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال‏:‏ والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ‏:‏ اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال‏:‏ إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ‏.‏ ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال‏:‏ يُقال للرَجُل‏:‏ مِمَّنْ أنتَ‏؟‏ فيقول‏:‏ من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ‏.‏ ومَنْ قال‏:‏ ثَوْبُ المُلْبِس -بضم الميم- أرادَ‏:‏ الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ‏.‏

ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ -بالفتح- ألْبِسُه- بالكسر- لَبْسًا‏:‏ أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون‏}‏ أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا‏.‏

وقال ابن عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ‏}‏ أي لا تَخْلِطُوه به‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو يَلْبِسَكُم شِيَعًا‏}‏ أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ‏.‏

وقوله جل ذكره‏:‏ ‏{‏ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ‏}‏ أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ‏.‏ قال العجّاج‏:‏

ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ *** من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ

واللَّبْس -أيضًا-‏:‏ اخْتِلاط الظلام‏.‏

وفي الأمرِ لُبْسَة -بالضم-‏:‏ أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح‏.‏

وألْبَسَه الثوب‏.‏

وألْبَسْتُ الشَّيْءَ‏:‏ إذا غَطّيْتَه، يقال‏:‏ ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ‏:‏ إذا غَطَّتْها، ويقال‏:‏ الحَرَّة‏:‏ الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ‏.‏

وأمرٌ مُلْبِس‏:‏ أي مُشْتَبِه‏.‏

والتَّلْبيس‏:‏ التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ‏:‏

وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ *** فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا

والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة‏.‏

والعامّة تقول‏:‏ هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب‏:‏ لَبّاس‏.‏

وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال‏:‏

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي *** تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ

أي اخْتَلَطَ‏.‏

وفي صفة أكْلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في حالِ صِغَرِه‏:‏ فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ‏.‏ أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه‏.‏

ويقال‏:‏ الْتَبَسَ عَليهِ الأمر‏:‏ أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه‏.‏ وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ‏:‏ فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال‏:‏ فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي‏.‏ أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ‏:‏ في رأيِه لَبْسٌ‏:‏ أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ‏:‏ مُخالَطٌ‏.‏

ولابَسْتُ الأمْرَ‏:‏ خالَطْتُه‏.‏

ولابَسْتُ فُلانًا‏:‏ عَرَفْتُ باطِنَه‏.‏

والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة‏.‏

لحس

اللَّحْسُ والمَلْحَسُ‏:‏ باللِّسان، يقال‏:‏ لَحِسَ القَصْعَةَ -بالكسر- يَلْحَسُها‏.‏ ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «مَنْ أكَلَ في قَصْعَةٍ فَلَحِسَها اسْتَغْفَرَتْ له القَصْعَةُ»‏.‏

وفي المَثَل‏:‏ أسْرَعُ من لَحْسَةِ الكَلْبِ أنْفَه‏.‏

ولَحِسْتُ الإناءَ لَحْسَةً ولُحْسَةً؛ عن يعقوب‏.‏

وقولُهم‏:‏ تَرَكْتُ فلانًا بِمَلاحِسِ البَقَر‏:‏ أي بالمَوضِعِ التي تَلْحَسُ فيها بَقَرُ الوَحْشِ أولادَها، ويروى‏:‏ بِمَلْحَسِ البَقَرِ أولادَها، والمَلْحَسُ‏:‏ مَصْدَرٌ بمعنى اللَّحْسِ‏.‏ والمَلاحِسُ‏:‏ جمع مَلْحَس الذي هو مكان اللَّحْسِ، وتقديره‏:‏ بِمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَر‏.‏ ولا يجوز أنْ يُجْعَلَ المَلْحَسُ اسْمَ مكانٍ، لأنَّه لا يَعْمَل حينَئذٍ النَّصْبَ في أولادِها‏.‏ يُضْرَب لِمَن تُرِكَ بمكانٍ لا أنيسَ به، وهو مِثْلُ قَوْلِهِم‏:‏ بِمَباحِثِ البَقَرِ‏:‏ أي بالمكان القَفْرِ‏.‏

واللاّحُوْسُ‏:‏ المَشْؤوم‏.‏

ورجُلٌ مِلْحَسٌ -بكسر الميم- أي يأخُذُ كَلَّ ما قَدَرَ عليه‏.‏

والمِلْحَسُ‏:‏ الحَريص‏.‏ ومنه حديث أبي الأسْوَد الدُّؤليّ‏:‏ عليكُم فلانًا فانَّه أهْيَسَ ألْيَسَ؛ ألدُّ مِلْحَسٌ، إن سُئِلَ أرَزَ، وإن دُعِيَ انْتَهَزَ‏.‏ ويروى‏:‏ إن سُئل ارْتَزَّ، وإن دُعِيَ اهْتَزَّ‏.‏ الأهْيَس‏:‏ الذي يدور‏.‏

والمِلْحَسُ -أيضًا-‏:‏ الشجاع‏.‏

واللَّحاسَة‏:‏ اللَّبُؤة، قال أبو زُبَيد حَرمَلة بن المنذر الطائي‏:‏

حتى إذا وازَنَ العِرْزالَ وانْتَبَهَت *** لَحّاسَةٌ أُمُّ أجْرٍ سِتَّةٍ شُدُنِ

وسنةٌ لاحِسَةٌ، وسِنون لَواحِس‏:‏ أي شِداد تلحَسُ كُلَّ شَيء‏.‏

وقال الليث‏:‏ اللَّحوس من الناسِ‏:‏ الذي يتتَبَّع الحلاوَة كالذُّباب‏.‏

واللَّحْس‏:‏ أكلُ الدودِ الصوفَ؛ وأكْلُ الجَرادِ الخُضَرَ والشَّجَرَ ونحوَ ذلك‏.‏

والملحوس من الأركاب‏:‏ القليل اللحم‏.‏

ورجل لَغْوَسْ لَحْوَسْ -بوَزْنِ جَرْوَلْ-‏:‏ أكول حريص‏.‏

وألْحَسَتِ الأرضُ‏:‏ أي أنبَتَت أوَّلَ ما تُنْبِت البَقْلَ‏.‏

ويقولون‏:‏ ألحِسوا ماشِيَتَكُم‏:‏ أي ارْعَوْها أدنى رَعْيٍ‏.‏

وألْحَسَتِ الأرْضُ -أيضًا-‏:‏ لَحِسَتِ الدوابُ نَبْتَها، وقد ألْحَسْنا اليومَ، كما يقال‏:‏ أدْلَسْنا، وهو أن يُصِيْبَ شَيْئًا من نَبْتِ الأرض‏.‏

والْتَحَسْتُ منه حَقّي‏:‏ أي أخَذْتُ‏.‏

والتركيب يدل على أخذِ شَيْءٍ باللِّسان‏.‏

لدس

اللَّدْسُ‏:‏ الرَّمْيُ، يقال‏:‏ لَدَسَه بِحَجَرٍ ورَدَسَه ولَطَسَه ونَدَسَه ورَدَاهُ‏:‏ بمعنىً واحد‏.‏

ولَدَسْتُه بِيَدي لَدْسًا‏:‏ ضَرَبْتُهُ بها‏.‏

والمِلْدَس والمِلْطَس‏:‏ حَجَرٌ ضَخْمٌ يُدَقُّ به النَّوى، وربَّما شُبِّهَ به الرَّجُل الشديد الوَطْءِ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ ناقة لَدِيْس‏:‏ كانَّها رُمِيَت باللَّحْم، وأنشد‏:‏

سَدِيْسٌ لَدِيْسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ *** تُبارُ إليها المُحْصَناتُ النَّجائبُ

قال‏:‏ العَيْطَموس‏:‏ التّامَّة الجَمال‏.‏ وتُبارُ‏:‏ تُعْرَضُ لِيُنْظَرَ إلى شَبَهِهَا منها؛ ويُنْظَرُ إلّيْهِنَّ وإلى سَيْرِهِنَّ بِسَيْرِ هذه الناقة ويُخْتَبَرْنَ بها وبِسَيْرِها‏.‏ وأراد بالمُحَصَناتِ النَّجائبَ اللَّواتي أحْصَنَها إلاّ يَضرِبَها إلاّ فَحْلٌ كريم‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللَّدِيْس‏:‏ السَّمين، وجمعه‏:‏ ألْداس، فيكون مثل شَرِيفٍ وأشراف ويتيمٍ وأيْتام‏.‏

وَلَدَسَ يَلْدُسُ لَدْسًا‏:‏ أي لَحِسَ‏.‏

قال‏:‏ واللَّدْسُ -بالكسر-‏:‏ الخَوّار الفاتِر‏.‏

وقال ابن الأعرابيِّ‏:‏ ألْدَسَتِ الأرضُ إذا طَلَعَ فيها النيات، وقيل‏:‏ إذا طَلَعَ أوَّلُ نباتِها، وقيل‏:‏ ألْدَسَتِْ؛ لأنَّ المالَ يَلْدُسُ ذلك النبات أي يَلْحَسُه‏.‏

ولَدَّسْتُ البَعيرَ تَلْديسًا‏:‏ إذا أنْعَلْتَ فِرْسِنَه‏.‏ وكذلك الخُفُّ إذا أصْلَحْتَهُ بِرِقاعٍ، يقال‏:‏ خُفٌّ مُلَدَّسٌ، كما يقال‏:‏ ثَوْبٌ مُلَدُّم ومُرَدَّم ومُرَقَّع، قال‏:‏

حَرْف عَلاة ذلة خُفِّ مِرْدَسِ *** دامي الأظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ

والتركيب يدل على لُصُوق شَيْءٍ بِشَيْءٍ حتى يأْخُذَ منه‏.‏

لسس

اللَّسُّ‏:‏ الأكلُ، وقال ابن فارِس‏:‏ اللَّسُّ‏:‏ اللَّحْسُ، يقال‏:‏ لَسَّتِ الدّابَّةُ الكَلأَ تَلُسُّه -بالضم- لَسًّا‏:‏ إذا نَتَفَتْهُ بِمُقَدَّمِ فَمِها، قال زهير بن أبي سلمى‏:‏

فَبَيْنا نُبَغّي الصَّيْدَ جاءَ غُلامُنا *** يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَهُ ويُضائلُهْ

فقال‏:‏ شِيَاهٌ راتِعاتٌ بِقَفْرَةٍ *** بمُسْتَأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ مَسائلُه

ثلاثٌ كأقوَاسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ قد اخضَرَّ من لَسِّ الغَمِيرِ جَحافِلُهْ ***

وقال الدِّيْنَوَرِيُّ‏:‏ اللُّسَاسُ -بالضَّمِّ- من البَقْل‏:‏ ما اسْتَمْكَنَت منه الرّاعِيَة وهو صِغار، قال‏:‏ واللَّسُّ أصْلُه الأخْذُ باللِّسان من قَبْلِ أنْ يطولَ البَقْلُ، وأنشد -وهو لِزَيْد بن تُركي يصف إبِلًا وفَحْلَها-‏:‏

يُوشِكُ أنْ يوجِسَ في الإيْجاسِ *** في باقِلِ الرِّمْثِ وفي اللُّسَاسِ

منها هَدِيْمَ ضَبَعٍ هَوّاسِ ***

الهَدَمَة‏:‏ شِدَّة الضَّبَعَة‏.‏

قال‏:‏ واللُّسّان، أخْبَرَني بعض أعراب السَّرَاةِ قال‏:‏ اللُّسّانُ‏:‏ عُشْبَةٌ من الجَنْبَةِ، لها وَرَقٌ مُتَفَرِّشٌ أخْشَنُ كأنَّه المَسَاحِلُ كخُشُونَةِ لِسانِ الثَّور، يَسْمو من وَسَطِها قَضيبٌ كالذِّراعِ طولًا، في رأسِهِ نَوْرَةٌ كَحْلاءُ، وهي دَواءٌ من أوجاع اللِّسان؛ ألسِنَةِ النّاس وألسِنَةِ الإبل؛ من داءٍ يُسَمّى الحارِشَ، وهو بُثُورٌ تَظْهَرُ بالألسِنَة مِثْلِ حَبِّ الرُّمّان‏.‏

ولَسْلَسى -مثال جَحْجَبى-‏:‏ موضِع‏.‏

ولَسِيْسٌ -مثال مَسِيْسٍ-‏:‏ من حُصُون زُبَيد باليَمَن‏.‏

واللِّسْلاس -بالكسر-‏:‏ السَّنام المُقَطَّعُ، عن ابن الأعرابيّ‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ هو اللِّسْلِسَة؛ وهي السَّنام المقطوع‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ اللُّسُسُ -بضمَّتَين-‏:‏ الجَمّالون الحُذّاق‏.‏ قال الأزهري‏:‏ والأصلُ النُّسُس، والنَّسُّ‏:‏ السَّوْقُ، فقُلِبَت النونُ لامًا‏.‏

وألَسَّتِ الأرْضُ‏:‏ إذا طَلَعَ أوّل نباتِها‏.‏

وما لَسْلَسْتُ طعامًا‏:‏ أي ما أكَلْتُه‏.‏

والمُلَسْلَس والمُسَلْسَل‏:‏ واحِد‏.‏ وثوبٌ مُلَسْلَسٌ ومُسَلْسَلٌ‏:‏ إذا كان فيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ‏.‏

والتركيب يدل على لَحْسِ الشَّيْءِ‏.‏

لطس

اللَّطْس‏:‏ ضرب الشَّيء بالشَّيْء العَريض‏.‏ ولَطَسَه بِحَجَرٍ‏:‏ إذا رَماه به‏.‏ ويقال‏:‏ إنَّ اللَّطْسَ اللَّطْمُ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ حَجَرٌ لَطّاس‏:‏ إذا رُمِيَت به الحِجارَة فَكَسَرها‏.‏ قال‏:‏ واللَّطْسُ ضَرْبُكَ الحَجَرَ بِحَجَرٍ أو مِعْوَلٍ‏.‏ والمِلْطاس والمِلْطَسُ‏:‏ المِعْوَلُ الغليظ الذي تُكْسَر به الحِجارَة‏.‏

وقال‏:‏ سُمِّيَ حافِرُ الفَرَسِ إذا كانَ وَقاحًا‏:‏ مِلْطَسًا، ورُبَّما سُمِّيَ خُفُّ البعير بذلك أيضًا، قال الشّمّاخ‏:‏

تَهوي على شَرَاجِعٍ عَلِيّاتْ *** مَلاطِسِ الأخْفَافِ أفتَلِيّاتْ

وتُسْتَعار للخَيل، كما قال امرؤ القيس يصف فَرَسًا‏:‏

ويَخْدي على صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ *** شَديداتِ عَقْدِ لَيِّناتِ مِتانِ

ويُروى‏:‏ ‏"‏ويَرْدي‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏لَيِّناتِ مَثَانِ‏"‏ يعني مَثانيَ الرَّكْبَتَيْن والمِرْفَقَيْن‏.‏

والمِلْطاس والمِلْطَس -أيضًا-‏:‏ حَجَرٌ ضخم يُدَقُّ به النَّوى‏.‏ وقال ابن شُمَيْل‏:‏ المِلطاس ذو الخَلْفَيْن الذي له عنرة، قال‏:‏ وعَنْزَتُه‏:‏ حَدُّه الطَّويل‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ موجٌ مُتَلاطِسٌ‏:‏ أي مُتَلاطِمٌ‏.‏

وقال أبو عُبَيد في قول حاتِم‏:‏

وشُفِيْتُ بالماءِ النَّمِيْرِ ولَمْ *** أتْرَكاُلاطِسُ حَمْأةَ الجَفْرِ

أي‏:‏ أتَلَطَّخُ بها‏.‏

لعس

في حديث الزُبير بن العوّام -رضي الله عنه-‏:‏ أنَّه رأى فِتْيَةً لُعْسًا فَسَألَ عنهم، فقيل‏:‏ أمُّهم مُوْلاةٌ للحَرَقَةِ وأبوهم مَمْلوك، فاشْتَرى أباهم فأعْتَقَه؛ فَجَرَّ وَلاءهم‏.‏ قال أبو عُبَيد‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ اللُّعْسُ‏:‏ الذي في شِفاهِهم سَوادٌ، وهو ممّا يُسْتَحْسَنُ‏.‏ يقال‏:‏ رجُلٌ ألْعَسُ وامْرأة لَعْسَاء، وقد لَعِسَ يَلْعَسُ لَعَسًا، قال ذو الرُّمِّة يذكر مَيَّةَ‏:‏

لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ *** وفي اللِّثَاتِ وفي أنْيابِها شَنَبُ

وفي هذا الحديث من الفِقْهِ‏:‏ أنَّ المملوك إذا كانت عنده امْرأة حُرّة مَولاةٌ لِقَوْمٍ فَوَلَدَت له أولادًا؛ فَهُم مَوَالٍ لِمَوالي أُمِّهم؛ ما دام الأبُ مَملوكًا، فإذا عَتَقَ الأبُ جَرَّ الولاءَ، فكانَ ولاءَ وَلَدِه لِمَواليه‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ لم يُرِد سَوَادَ الشَّفَةِ كما فَسَّرَه أبو عُبَيد، وإنَّما أراد سوادَ ألْوانِهم، يقال‏:‏ جارِيَة لَعْساء‏:‏ إذا كان في لونها أدْنى سَوَادٍ وشُرْبَةٌ من الحُمْرَة، وأنشد الأزهريّ للعجّاج‏:‏

وبَشَرٍ مَعَ البَيَاضِ ألْعَسا ***

فَجَعَلَ البَشَرَ ألْعَسَ؛ وجَعَلَ مَعَ البياضِ لِما فيه من شُرْبَةِ الحُمْرَةِ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الرِّوايَة‏:‏‏:‏أمْلَسا‏"‏ فلم يَبْقَ له حُجَّةٌ في الرَّجَز‏.‏

فإذا قيل‏:‏ جارِيَة لعساء الشَّفَةِ فذلك على ما فَسَّره أبو عُبَيد‏.‏

وربّما قالوا‏:‏ نباتٌ ألْعَس؛ وذلك إذا كَثُرَ وكَثُفَ، لأنَّه حينَئِذٍ يَضْرِبُ إلى السَّواد‏.‏

ويقال‏:‏ لَعَسَني لَعْسًا‏:‏ أي عَضَّني‏.‏

ويقال‏:‏ ما ذُقْتُ لَعُوسًا‏:‏ أي شيئًا‏.‏

وألْعَسُ‏:‏ موضِع، قال امرؤ القيس‏:‏

فلا تُنْكِروني إنَّني أنا جارُكُم *** عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلًا فألْعَسا

واللَّعْوَس واللَّغْوَس -على وزن جَرْوَل-‏:‏ الخفيف في الأكل وغيرِه كأنَّه الشَّرِهُ الحَريصُ‏.‏ ومنه قيلَ للذِّئب‏:‏ لَعْوَس ولَغْوَس‏.‏

ولِعْسَانُ -بالكسر- ولَعْسٌ‏:‏ موضعان‏.‏

وقال الليث‏:‏ رجُلٌ مُتَلَعِّسٌ‏:‏ أي شديدُ الأكْلِ‏.‏

لغس

الفرّاء‏:‏ اللَّغْوَس واللَّعْوَس -بالغَين والعَين-‏:‏ الذِّئب الحَريص الشَّرِه، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

وماءٍ هَتَكْتُ الدِّمْنَ عنه ولم تَرِدْ *** رَوَايا الفِرَاخَ والذِّئابُ اللَّغَاوِسُ

ويروى‏:‏ هَتَكْتُ اللَّيْلَ‏.‏

ولِصٌ لَغْوَسٌ‏:‏ خَتُوْلٌ خَبيثٌ‏.‏

وأمّا قول عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ يصف ثورًا وَحْشِيًا‏:‏

فغدا بِشِرَّتِهِ يَلُوحُ قَمِيْصُهُ *** بينَ الشَّقائقِ والفَضَاءِ الأجْرَدِ

فَبَدَرْتُهُ عَيْنًا ولَجَّ بِطَرْفِهِ *** عَنّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ

ويُروى‏:‏ ‏"‏مُتَرَبِّدِ‏"‏‏:‏ فمعناه أنّي نظرتُ إليه وشَغَلَتْهُ عنّي لُعاعَةُ لَغْوَسٍ‏.‏ قال الدِّيْنَوَريُّ‏:‏ قيلَ في اللَّغْوَسِ‏:‏ إنَّه عُشْبَة مِنَ المَرُعى، وقيل‏:‏ بَل اللَّغْوَس الرَّقيق من النبات الخفيف‏.‏ والمُتَرَئِّد‏:‏ الذي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللَّغْس‏:‏ سرعة الأكل‏.‏

قال‏:‏ ويقال‏:‏ لَغْوَسَة من خَبَر‏:‏ إذا لم يَتَحَقَّق شَيْئٌ منه‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ يقال طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوَس؛ وهو الذي لم يُنْضَج‏.‏

لفس

يقال‏:‏ رجل حِيَفْس لِيَفْس‏:‏ أي شُجاع، ولِيَفْس‏:‏ إتْبَاع‏.‏

لقس

لَقَسَهُ يَلْقُسُه ويَلْقِسُه لَقْسًا -والكسر عن ابن عبّاد-‏:‏ إذا عابَه‏.‏

واللَّقِسُ‏:‏ الذي يُلَقِّب النّاسَ ويَسْخَرُ منهم؛ قاله أبو زيد‏.‏ ومنه حديث عمر‏؟‏ رضي الله عنه- في الخُلَفاء، وذُكْرَ له الزُبَير -رضي الله عنه- فقال‏:‏ وعْقَةٌ لَقِسٌ‏.‏ الوَعْقَةُ‏:‏ الحريص الوَقّاع في الأُمور بِجَهْلٍ وضِيْقِ نَفْسٍ وسوءِ خُلُقٍ، وقد كُتِبَ الحديث بِتَمامِه في تركيب ض ب س‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ اللَّقِسُ‏:‏ الذي لا يَسْتَقيمُ على وجْهٍ‏.‏

ويقال‏:‏ لَقِسَتْ نَفْسُه إلى الشَّيْءِ‏:‏ إذا نازَعَتْه إليه‏.‏

ولَقِسَتْ نَفْسي من الشَّيء تَلْقَسُ لَقَسًا -بالتَّحريك-‏:‏ أََي غَثَتْ وخَبُثتْ‏.‏ ومنه حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا يَقُولَنَّ أحدكم خَبُثَتْ نَفسْي، ولكن ليَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسي»‏.‏ وإنَّما كَرِهَ لَفْظَ ‏"‏خَبُثَت‏"‏ لِقُبْحِه ولئِلاّ يَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إلى نَفْسِه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللاّقِس‏:‏ الجَرِب، وهو اللَّقْسُ‏.‏

وهو لَقِسٌ بِكَذا‏:‏ أي فَطِنٌ به‏.‏

واللِّقَاسَة‏:‏ الاسم من المُلاقَسَة؛ وهي أنْ يُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضًا‏.‏

قال‏:‏ والمُلاقِس‏:‏ المُصابِر‏.‏ قال الكُمَيْت يذكُرُ قَيْسًا وخِنْدِفَ‏:‏

وإن أدعُ في حَيَّيْ رَبيعَةَ تأتِني *** عَرَانينُ يُشْجِيْنَ الألَدَّ المُلاقِسا

وتَلاقَسوا بالكلام‏:‏ سَبَّ بَعْضُهم بعضًا‏.‏

والتركيب يدل على نعتٍ غير مَرْضِيٍّ‏.‏

لكس

ابن عبّاد‏:‏ هو شَكِس لَكِس‏:‏ أي عَسِر قليل الانْقياد‏.‏

لمس

اللَّمْسُ‏:‏ المَسُّ باليَدِ، وقد لَمَسَه يَلْمُسُه ويَلْمِسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ‏:‏ ‏{‏أو لَمَسْتُم النِّسَاءَ‏}‏‏.‏ واللَّمْس يكون باليَد، قال لَبيد -رضي الله عنه- يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه‏:‏

يَلْمَسُ الأحْلاسَ في مَنْزِلِهِ *** بِيَدَيْهِ كاليَهودِيّ المُصَلّْ

يَتَمارى في الذي قُلْتُ له *** ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ

أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ‏.‏

ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال‏:‏

لَمَسْتُ بكَفّي كَفَّهُ أبْتَغي الغِنى *** ولم أدْرِ أنَّ الجُوْدَ من كَفِّه يُعْدي

فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِنى *** أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي

فَبَعَثَهُما إلى المهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ دينارًا‏.‏ احْتَجَّ ابن فارِسٍ على اللَّمْسِ بالبيت الأول في المُجْمَل، وقال في المقاييس‏:‏ هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به‏.‏

ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير اللَّمْسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَسُوْهُ بأيْدِيْهم‏}‏ خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ‏.‏ ومن الاتِّساع قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأنّا لَمَسْنا السَّمَاءَ‏}‏ قال أبو عَليٍّ‏:‏ أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من اللَّمْسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ‏.‏ وكذلك بيتُ الحَمَاسَة‏:‏

أُلامُ على تَبَكِّيْهِ *** وألْمُسُهُ فَلا أجِدُهْ

وقال الليث‏:‏ إكافٌ ملموسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ‏.‏

وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ‏:‏ أي لَيْسَت فيه مَنَعةٌ‏.‏

وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ‏:‏ إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ‏.‏

واللَّمَاسَة واللُّمَاسَة -بالفتح والضَّمِّ-‏:‏ الحاجة المُقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ اللَّموس‏:‏ الدَّعِيُّ، وأنشد‏:‏

لَسْنا كأقْوامٍ إذا أزَمَتْ *** فَرِحَ اللَّمُوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ

يقول‏:‏ نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللَّموس‏:‏ الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُس‏.‏ ومن الرِجال‏:‏ الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل‏:‏ هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ‏.‏

واللَّمُوسَة‏:‏ الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُسافِرين عَلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ‏.‏

واللَّميس‏:‏ المرأة الليِّنَة المَلْمَس‏.‏

ولَميس‏:‏ من أعلام النِّساء‏.‏

وقد سَمّضوا لَمّاسًا -بالفتح والتشديد- ولُمَيْسًا -مُصَغَّرًا-‏.‏

وكَوَاهُ لَمَاسِ -مثال قَطَامِ- بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ‏:‏ أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ‏.‏

والالتِماس‏:‏ الطَلَب‏.‏

والتَّلَمُّس‏:‏ التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى‏.‏

والمُتَلَمِّس الشاعِر‏:‏ اسْمه جرير بن عبد المَسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُتَلَمِّس بِقَولِه‏:‏

وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ *** زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

ويُروى‏:‏ ‏"‏طَنَّ ذُبابُه‏"‏، والعِرْضُ‏:‏ وادٍ باليمامة‏.‏

وكَوَاه المُتَلَمِّسَةَ‏:‏ وهي كَيَّة لَمَاسِ‏.‏

والمُلامَسَة‏:‏ المُمَاسَّة‏.‏

والمُلامَسَة -أيضًا-‏:‏ المُجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ‏}‏ وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ‏.‏

ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن المُلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ‏:‏ إذا لَمَسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل‏:‏ هي أن يَلْمُسَ المَتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها‏.‏

والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه‏.‏

لوس

الليث‏:‏ اللَّوْس‏:‏ أن يَتَتَبَّعَ الإنسان الحَلاواتِ وغيرها فَيأْكُل، يُقال‏:‏ لاسَ يَلوسُ لَوْسًا‏.‏ فهو لائسٌ ولَؤوسٌ ولَوّاسٌ، وجَمْعُ اللاّئسِ‏:‏ لُوْسٌ، كبازِلٍ وبُزْلٍ وفارِهٍ وفُرْهٍ‏.‏

واللَّوْس -أيضًا-‏:‏ الذّوْق‏.‏

وقال ابن دُرَيْد‏:‏ اللَّوْسُ‏:‏ مَصْدَرُ لُسْتُ الشَّيْءَ في فَمي ألُوْسُه لَوْسًا‏:‏ إذا أدَرْتَه بِلِسانِكَ في فيكَ‏.‏

واللُّوس -بالضم-‏:‏ الطَّعام، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارِث العُكْليّ‏:‏

لُوْسُهُ الطَّمْشُ إنْ أرادَ شَمَاجًا *** خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيًّا هَمُوْسا

وقال ابن فارِس‏:‏ اللُّوَاسَة -بالضم-‏:‏ اللُّقْمَة، وقال غيره‏:‏ هي أقَلُّ مِنَ اللُّقْمَة‏.‏

ويقال‏:‏ ما ذُقْتُ عَلُوْسًا ولا لَؤوُسًا ولا عَلاسًا ولا لَوَاسًا‏:‏ أي ما ذُقْتُ ذَوَاقًا، قال رؤبة يصف البخيل‏:‏

لو سَألَتْهُ أُخْتُه لَؤوْسا *** أو أُمُّهُ لم يَكْسُها دَرِيْسا

وبَنو ضَبَّة يقولون‏:‏ لُسْتُ ولُسْنا -بضم اللام- بمعنى الفتح، وبعضُهم يقولُ‏:‏ لِسْتُ ولِسْنا -بكسرها-‏.‏

وأبو لاسٍ الخُزاعيّ -رضي الله عنه-‏:‏ له صحبة، واسْمُه محمد بن الأسْوَد بن خَلَفٍ‏.‏

والتركيب يدل على شَيْءٍ من التَّطَعُّم‏.‏

لهس

اللَّهْسُ‏:‏ لُغَةٌ في اللَّحْسِ؛ أو هَهَّةٌ‏.‏

ولَهَسَ الصَّبيَّ ثَدْيَ أُمِّه‏:‏ لَطَعَه ولم يَمْصَصْه‏.‏

ويقال‏:‏ ما لَكَ عِندي لُهْسَةٌ -بالضم- ولُحْسَةٌ‏:‏ أي شَيْءٌ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اللَّواهِس‏:‏ الخِفاف السِّرَاع‏.‏

واللُّهاسة -بالضم-‏:‏ القليل من الطَّعام‏.‏

واللَّهْسُ والمُلاهَسَة‏:‏ المُزاحَمَة على الطَّعام من الحِرْصِ، قال أبو الغريب النَّصْرِيّ‏:‏

مُلاهِسُ القومِ على الطَّعامِ *** وجائذٌ في قَرقَفِ المُدامِ

شُرْبَ الهِجانِ الوُلَّهِ الهِيَامِ ***

ويروى‏:‏ ‏"‏قَرْقَفِ النِّدَامِ‏"‏‏.‏ الجائذُ‏:‏ العَبّابُ في الشُّرْبِ‏.‏

ويقال‏:‏ فلان يُلاهِس بني فلان‏:‏ إذا كان يَغْشى طَعَامَهُم‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُلاهَسَة‏:‏ المُبادَرَة إلى الشَّيْءِ والازْدِحامُ عليه‏.‏

والتركيب يدل على جِنْسٍ من الطَّعام‏.‏

ليس

لَيْسَ‏:‏ كَلِمَةُ نَفْيٍ، وهيَ فعلٌ ماضٍ، وأصلها لَيِسَ -بكسر الياء- فسُكَّنَتْ اسْتِثقالًا، ولم تُقْلَب ألِفًا لأنَّها لا تَتَصَرَّف، من حيث اسْتُعْمِلَت بلفظ الماضي للحال، والذي يدُلُّ على أنَّها فعل وإن لم تَتَصَرّف تَصَرُّفَ الأفعال قولهم‏:‏ لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُم؛ نحو قولِكَ ضَرَبْتَ وضَرَبتُما وضَرَبْتُم‏.‏

وجُعِلَت من عوامِل الأفعال نحوِ ‏"‏كانَ‏"‏ وأخواتِها وَحدَها دون أخَواتِها، تقول‏:‏ ليسَ زيدٌ بِمُنْطَلِقٍ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ألَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَه‏}‏ وقال جَلَّ وعز‏:‏ ‏{‏ألَيْسَ ذلك بقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتى‏}‏، فالباء لِتَعْدِيَة الفِعْلِ وتأكيد النَّفْي‏.‏ ولكَ ألاّ تُدْخِلْهَا، لأنَّ المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنى عنه، ولأنَّ من الأفعال ما يَتَعَدّى مَرَّةً بحرفِ جَرٍ ومَرَّةً بغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ نحو قَوْلِكَ‏:‏ اشْتَقْتُكَ واشْتَقْتُ إلَيْكَ‏.‏

ولا يجوز تقديم خَبَرِها عليها كما جازَ في أخَواتِها، تقولُ‏:‏ مُحْسِنًا كانَ زَيْدٌ، ولا يجوز أنْ تقولَ‏:‏ مُحْسِنًا ليسَ زَيْدٌ‏.‏

وقد يُسْتَثْنى بها فيُقال‏:‏ جاءَ القوم لَيْسَ زَيدًا؛ كما تقول‏:‏ إلاّ زَيْدًا، تُضْمِرُ فيها اسْمَها وتَنْصِبُ خَبَرَها بها، كأنَّك قُلتَ‏:‏ ليس الجائي زَيْدًا، ولك أن تَقولَ‏:‏ جاءَ القَوْمُ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال‏:‏

عَهِدْتُ قَومي كعَدِيْدِ الطَّيْسِ *** قد ذَهَبَ القَوْمُ الكِرَامُ لَيْسِي

إلاّ أنَّ المُضْمَرَ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال‏:‏

لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ *** لا نَرى فيه عَرِيْبا

لَيْسَ إيّايَ وإيّا *** كِ ولا نَخْشى رَقِيْبا

ولم يَقُل‏:‏ لَيْسَني ولَيْسَكِ، وهو جائِز‏.‏

وبعض بَني ضَبَّة يقول‏:‏ لِسْتُ -بكسر اللام-، وبعضهم يَضُمُّها فيقول‏:‏ لُسْتُ‏.‏

وقال الخليل‏:‏ لَيْسَ‏:‏ معناه لا أيْسَ، فَطُرِحَت الهَمْزَةُ، وأُلْزِقَت اللاّمُ الياء‏.‏ قال‏:‏ والدليل على ذلك قول العرب‏:‏ ائْتِني به من حيثُ أيْسَ ولَيْسَ، والمعنى من حيث هُوَ ولا هُوَ‏.‏ وقيل‏:‏ معنى لا أيْسَ‏:‏ أي لا وُجِدَ، وقيل‏:‏ أيْس موجود ولا أيْس لا موجود، فَثَقُلَ عليهم فقالوا‏:‏ لَيْسَ‏.‏

وقال الكِسائيّ‏:‏ ورُبَّما جاءت لَيْسَ بمعنى ‏"‏لا‏"‏ النَّسَقِيَّةِ، كقول لَبيد رضي الله عنه‏:‏

وإذا جُوْزِيْتَ قَرْضًا فاجْزِهِ *** إنَّما يَجْزي الفَتى لَيْسَ الجَمَلْ

وقال سِيْبَوَيْه‏:‏ أرادَ لَيْسَ يَجْزي الجَمَلُ ولَيْسَ الجَمَلُ يَجْزي، قال‏:‏ ورُبَّما جاءتْ لَيْسَ بمعنى ‏"‏لا‏"‏ التَّبْرِئةِ‏.‏

ورجُلٌ ألْيَس‏:‏ أي شُجاع، بَيِّنُ اللَّيَسِ -بالتحريك-، من قومٍ لِيْسٍ، قال العجّاج يصف ثَوْرًا‏:‏

ذو نَخْوَةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيٌّ *** ألْيَسُ عن حَوْبائهِ سَخِيُّ

وقال الفرّاء‏:‏ الألْيَس‏:‏ البعير الذي يَحمِلُ ما حُمِّلَ‏.‏

وقال الأصمعيّ‏:‏ الألْيَس‏:‏ الذي لا يَبْرَح مَنْزِلَه، قال رؤبة‏:‏

ذو النَّبْلِ ما كانَ المَها كُنُوْسا *** يَرْمي ويَرْجُو المُمْكِناتِ اللِّيْسا

ويُروى‏:‏ ‏"‏ما دامَ‏"‏‏.‏ وقال آخَر‏:‏

تَخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَيَاءً *** وتَلْقاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيْسا

وقال غيره‏:‏ إبلٌ لِيْسٌ على الحَوْضِ‏:‏ إذا قامَت عليه فَلَم تَبْرَحْهُ‏.‏ وقيل هي البِطَاءُ‏.‏

وقال بعض الأعراب‏:‏ الألْيَسُ‏:‏ الدَّيُّوثيُّ الذي لا يَغَار، ويُتَهَزَّأُ به فيُقال‏:‏ هو ألْيَسُ بُورِكَ فيه‏.‏

والألْيَس‏:‏ الأسد، وُصِفَ بذلك لِشَجاعَتِهِ‏.‏

والألْيَس‏:‏ الحَسَنُ الخُلُقِ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ اللَّيَسُ -بالتحريك-‏:‏ الغَفْلَةُ‏.‏

واللِّيَاس -بالكسر-‏:‏ الرَّجُل الدَّيُّوْث الذي لا يَبْرَح مَوْضِعَه‏.‏

وتَلايَسَ الرَّجُلُ‏:‏ إذا كان حَمْولًا حَسَنَ الخُلُقِ‏.‏

وتَلايَسْتُ عن كذا‏:‏ أي أغْمَضْتُ عنه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ المُلايِسُ‏:‏ البَطِيءُ‏.‏

مأس

أبو عمرو‏:‏ مأسَتِ النّاقَةُ حَفْلًا‏:‏ إذا اشْتَدَّ حَفْلُها‏.‏

ومَأسْتُ على فلان‏:‏ أي غَضِبْتُ‏.‏

ومأَسْتَ بين القوم مَأْسًا‏:‏ أي أفْسَدْتَ، قال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة ابن هشام‏:‏

أسَوْتَ دِماءً حاوَلَ القومُ سَفْكَها *** ولا يَعْدَمُ الآسُون في الغَيِّ مائسا

وقال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان‏:‏

ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ *** بالمَأسِ يَرْقى فَوقَ كلِّ مَأْسِ

وقال اللحياني‏:‏ المّائسُ والمَؤوُسُ والمِمْأسُ‏:‏ النمّام‏.‏ وفُسِّرَ المَؤُوْسُ في قول رؤبة‏:‏

ما إنْ أُبالي مَأْسَكَ المَؤُوْسا ***

بأنَّه مفعول‏.‏ هكذا وَجَدْتُه في نُسْخَةٍ مقروءة من أراجيز رُؤبة على ابن دريد‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المِمْأسُ‏:‏ السَّريع‏.‏

ومَأسْتُ الجِلْدَ‏:‏ عَرَكْتُه‏.‏

ومَأسَ الجُرْحُ‏:‏ اتَّسَعَ‏.‏ وكذلك مَئَسَ‏.‏

متس

الليث‏:‏ المَتْس‏:‏ لغة في المَطْسِ وهو الرَّمْيُ بالجَعْسِ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ مَتَسَه يَمْتِسُه -بالكسر- مَتْسًا‏:‏ إذا أراغَه لِيَنْتَزِعَه من نبتٍ أو غيره، وليس بِثَبَتٍ‏.‏

مجس

المَجوسِيّة‏:‏ نحلة، والمَجوسيّ منسوب إليها، والجميع‏:‏ المَجوس‏.‏ قال أبو علي النَّحوي‏:‏ المَجوس واليهود إنَّما عُرِّفا على حَدِّ يَهودِيٍّ ويَهودٍ ومَجوسِيٍّ ومَجوسٍ، فجُمِعا على قياس شَعيرةٍ وشَعِيرٍ، ثمَّ عُرِّفَ الجَمْع بالألف واللام، ولولا ذلك لم يَجُزْ دخول الألف واللام عليهما لأنهما معرَّفَتان مؤنَّثَتان، فَجَرَتا في كلامِهم مَجرى القَبيلَتَيْن، ولم تُجْعَلا كالحَيَّيْنِ في باب الصَّرف‏.‏ وأنشد لإمرئ القيس صَدْرَ البَيت وللتَّوْءَمِ جَدِّ قَتَادة بن الحارِث اليَشْكُري عَجُزَه‏:‏

أصاحَ تَرى بَريقًا هَبَّ وَهْنا *** كنارِ مَجُوْسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

وقال الأزهري‏:‏ هو مُعَرَّب مَنْج كُوْشْ، وكانَ رَجُلًا صغير الأُذُنَين كانَ أوَّلَ من دانَ بدين المجوس ودَعا الناسَ إلَيه، فَعَرَّبَتْهُ العَرَب‏.‏

ومَجَّسَه‏:‏ صَيَّرَه مجوسيًّا، وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «فأبَواهُ يُهَوِّدانِه ويُنّصِّرانِه ويُمَجِّسانِه»‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ف ط ر‏.‏

وتَمَجَّسَ‏:‏ صارَ مَجُوْسِيًّا‏.‏

محس

الأزهريّ‏:‏ المَحْسُ‏:‏ دَلْكُ الجِلْدِ ودِبَاغُه، وأصْلُه المَعْس؛ فأُبْدِلَت العَيْنُ حاءً‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ الأمْحَسُ‏:‏ الدَّبّاغ الحاذِق‏.‏

مدس

ابن عبّاد‏:‏ المَدْسُ‏:‏ الدَّلْكُ، وقد مَدَسْتُ الأديمَ مَدْسًا‏.‏

مدقس

أبو عُبَيْدَة‏:‏ المِدَقْسُ‏:‏ مَقلوب الدِّمَقْسِ‏.‏

مرس

المَرَسَة‏:‏ الحَبْل، سُمِّيَت بذلك لِتَمَرُّس قواها بَعضها على بعض‏.‏ والجمع‏:‏ المَرَسُ، قال أبو زُبَيد حرملة بن المُنْذِر الطائيّ يَرْثي غُلامَه‏:‏

إمّا تُقَارَن بكَ الرِِّماحُ فَلا *** أبْكيكَ إلاّ للدَّلْوِ والمَرَسِ

أي اعْتَوَرَتْكَ فقورِنَتْ بها، ويُروى‏:‏ ‏"‏تَقَارَشَ‏"‏ و ‏"‏تُقَوَّم‏"‏ و ‏"‏تُقَرَّنْ‏"‏‏.‏ وجمع المَرَسِ‏:‏ أمْراس، قال امرؤ القيس‏:‏

كأنَّ الثُرَيَّا عُلِّقَت في مَصَامِها *** بأمْرَاسَ كَتّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ

والمَرَسُ -أيضًا-‏:‏ مصدر قولِكَ مَرِسَتِ البكرة -بالكسر- مَرَسًا، وهي بكرة مَرُوْس‏:‏ إذا كان يَنْشَبُ حَبْلُها بينَها وبينَ القَعْوِ، قال‏:‏

دُرْنا ودارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيْسُ *** لا ضَيْقَةُ المَجْرى ولا مَرُوْسُ

ويقال -أيضًا-‏:‏ مَرِسَ الحَبْلُ‏:‏ إذا وَقَعَ في أحَّد جانِبَي البكرة؛ يَمْرَسُ مَرْسًا‏.‏

وقال أبو زياد‏:‏ مَرَسٌ -بفتح الراء- وقال الأصمعيّ بكسرِها‏:‏ أرْضٌ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل‏:‏

واشْتَقَّتِ القُهْبَ ذاةَ الخُرْجِ من مَرسٍ *** شَقَّ المُقاسِمِ عنه مِدْرَعَ الرَّدَنِِ

ويقال للقوم‏:‏ هُم على مَرِسٍ واحِدٍ ومَرِنٍ واحِد -بكسر الراء-‏:‏ وذلك إذا اسْتَوَت أخلاقُهم‏.‏

ورجل مَرِس‏:‏ شديد العِلاج، بَيِّنُ المَرَسِ، ومنه حديث وَحْشيّ بن حَرْبٍ -رضي الله عنه-‏:‏ فَطَلَعَ رجل حّذِر مَرِس كثر الالتِفات‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب ك ب س‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال للرجل اللئيم الذي لا يَنْظُر إلى وجهِ صاحِبِه ولا يُعْطي خَيْرًا‏:‏ إنَّه لَيَنْظُرُ إلى وَجْه أمْرَسَ أمْلَسَ، أي لا خَيرَ فيه ولا يَتَمَرَّس به أحَد، لأنَّه صُلْبٌ لا يُسْتَقَلُّ منه شَيْءٌ‏.‏

ومَرَسْتُ التَّمْرَ ومَرَدْتُه في الماء‏:‏ إذا أنْقَعْتَه ومَرَثْتَه بِيَدِكَ‏.‏

ومَرَسَ الصَّبِيُّ إصْبَعَه يَمْرُسُها‏:‏ لُغَةٌ في مَرَثَها؛ أو لُثْغَةٌ‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ مَرَسْتُ يَدي بالمنديل‏:‏ أي مَسَحْتُها‏.‏

وفحل مَرّاس -بالفتح والتشديد-‏:‏ أي ذو مِرَاسٍ شديد‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ بينَنا وبينَ الماءِ ليلَةٌ مَرّاسَةٌ لا وَتيرَةَ فيها، وهي الدّائبَةُ البعيدة‏.‏

والمَريس‏:‏ الثَّريد‏.‏ والتَّمر المَمْروس في الماء أو اللَّبَن أيضًا‏.‏

والمَرْمَرِيْس‏:‏ الدّاهِيَة، ووزنُه فَعْفَعِيْل -بتكرير الفاء والعين-، وذكره ابن دريد في باب فَعْلَلِيل‏.‏ ويُقال‏:‏ داهِيَة مَرْمَرِيس‏:‏ أي شديدة‏.‏

والمَرْمَرِيْس‏:‏ الملس، قال الأفوَه‏:‏

والدَّهْرُ لا يَبْقَى على صَرْفِهِ *** مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْسْ

وعنقُ مَرْمَرِيْس‏:‏ أي طويل‏.‏

والمَرْمَرِيْس‏:‏ الصُّلْب، قال رؤبة‏:‏

يَعْدِلُ عَنِّي الجَدِلَ الشَّخِيْسا *** والخَصْمَ ذا الأُبَّهَةِ الشَّطُوْسا

كَدُّ العدى أخْلَقَ مَرْمَرِيْسا ***

واشْتِقاق والمَرْمَرِيْس من المَرَاسَةِ وهي الشِّدَّة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ والمَرْمَرِيْس من الأرض‏:‏ التي لا يَنْبُتُ فيها شَيْء‏.‏

وبنو مُرَيْس -مصغَّرًا-‏:‏ بُطَيْنٌ من العَرَب، عن ابن دريد‏.‏

ومرِّيْسَة -بتشديد الراء-‏:‏ قرية من قُرى صعيد مصر، يُنْسَب إليها بِشْرُ بن غِيَاثٍ المرِّيْسِيّ المُتَكَلِّم‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المِرمِيْسُ‏:‏ دابّة يقال لها الكِرْكَدن‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ المارَسْتَان -بفتح الراء-‏:‏ دارُ المَرْضى، وهو مُعَرَّب‏.‏

وأمْرَسْتُ الحَبْلَ‏:‏ إذا أعَدْتَه إلى مَجراه، قال‏:‏

بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أمْرِسْ أمْرِسِ *** بينَ حَوَامي خَشَباتٍ يُبَّسِ

إمّا على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ ***

وكذلك إذا أنْشَبْتَهُ بينَ البَكْرَةِ والقَعْوِ قُلْتَ‏:‏ أمْرَسْتُه، قالَه يعقوب وأنشد للكُمَيْت‏:‏

سَتَأتيكُم بِمُتْرَعَةٍ ذُعَافا *** حِبالُكُم التي لا تُمْرِسُوْنا

أي لا تُنْشِبونَها إلى البَكْرَةِ والقَعْوِ والمُمَارَسَة‏:‏ المُعالَجَة والمُزَاوَلَة‏.‏ وقال ابن دُرَيْد‏:‏ رَجُلٌ مُمَارِسٌ للأمُور‏:‏ مُزاوِلٌ لها‏.‏

قال‏:‏ وبَنو مُمَارِس‏:‏ بطن من العَرَب‏.‏

وتَمَرَّسَ بالشَّيْء‏:‏ أي احتَكَّ به، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنَّ من اقْتِراب السّاعة أن يَتَمَرَّس الرَّجُل بِدِيْنِه كما يَتَمَرَّس البعير بالشجرة»‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ التَّمَرُّس شِدَّة الالْتِواء، وقال القُتَبيُّ‏:‏ هو أنْ يَتَلَعَّبَ بدِيْنِه ويعبَث به تَمَرُّسَ البَعيرِ؛ أي كما يَتَحَكَّك البعير بالشجرة، وقال غيره‏:‏ تَمَرّسَ الرجل بِدِينِه هو أن يُمارِسَ الفِتَنَ ويُشَادَّها؛ ويخرُجَ على إمَامِه فَيُضِرَّ بدِينِه ولا يَنْفَعْهُ غُلُوُّه فيه، كما أنَّ الجَرِبَ من الإبل إذا تَحَكَّكَ بالشَّجَرَة أدْماه ولم يُبْرِئْهُ من جَرَبِه‏.‏

والمُتَمَرِّس بن عبد الرحمن الصُّحاريّ والمُتَمَرِّس بن فالِج بن نَهِيْك العُكْليّ‏:‏ شاعِران‏.‏

وامْتَرَسَ به‏:‏ أي احْتَكَّ به، مِثْلُ تَمَرَّسَ به‏.‏

ويقال‏:‏ امْتَرَسَتِ الألْسُنُ‏:‏ أي لاجَّتْ، قال أبو ذُؤَيب الهُذَليّ يصف صائدًا وأنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قَرُبَت منه بمنزلةِ من يَحْتَكُّ بالشَّيْء‏:‏

فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بِه *** هَوْجاءُ هادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ

وقال ابن دريد‏:‏ تَمَارَسَ القومُ في الحَرْبِ‏:‏ إذا تَضَارَبوا‏.‏

وامَّرَسَ الحَبْلُ عن البكرة -على انْفَعَلَ-‏:‏ إذا زالَ عن المَحَالَةِ فَرَدَدْتَه إليها، كذا قال، والصَّواب‏:‏ فأمْرَسْتُه إذا زال‏.‏ سَقَطَ من كتابه فأمْرَسْتُه‏.‏

والتركيب يدل على مُضَامَّةِ شَيْءٍ لِشَيْءٍ بِشِدَّةٍ وقُوَّةٍ‏.‏

مرقس

ابن عبّاد في الرَّباعيّ‏:‏ مَرْقَسِيّ‏:‏ مَنسوب إلى حَيٍ من طَيِّئٍ يقال لهم‏:‏ بَنو امرؤ القيس‏.‏

وقال أبو القاسم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِدِيّ‏:‏ مَرْقَسٌ -بفتح الميم والقاف، والسِّيْن غير مُعْجَمَة- طائيٌّ، أحَدُ بَني عَتُوْدٍ‏:‏ شاعِر ثُمَّ أحَدُ بَني حِيَيّ بن مَعْنٍ، واسمه عبد الرحمن، ومَرْقَسٌ لَقَبٌ‏.‏ قال الصَّغاني مؤلِّف هذا الكتاب‏:‏ مَرْقَسٌ فَعْلَلٌ ولَيْسَ بِمَفْعَلٍ؛ لِعَوَزِ تركيب ر ق س‏.‏

مسس

مَسِسْتُ الشَّيْءَ -بالكسر- أمَسُّه مَسًّا ومَسِيْسًا ومِسِّيْسى -مثال خِصِّيْصى-، هذه هي اللُّغَة الفصيحة، وحَكى أبو عُبَيْدَة‏:‏ مَسَسْتُه -بالفتح- أمُسُّه -بالضم-‏.‏ وربَّما قالوا‏:‏ مِسْتُ الشَّيْءَ؛ يَحْذِفُونَ منه السين الأولى؛ ويُحَوِّلونَ كسرَتَها إلى الميم، ومنهم مَنْ لا يُحَوَّل ويَتْرُكُ المِيْمَ على حالِها مَفْتوحَة‏.‏ وهو مثل قولِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون‏}‏ تُكْسَر الظاء وتُفْتضح، وأصْلُه ظَلِلْتُم، وهو من شَوَاذِّ التَّخفيف، قال أوس بن مَغْرَاءَ السَّعْديّ‏:‏

مَسْنا السَّماءَ فَنِلْناها وطالَهُم *** حتى يَرَوا أُحُدًا يَهْوي وثَهْلانا

وكَلَّ مَنْ تَبِعَ الإسلام تابِعُنا *** وكُلُّ مَن خالَفَ الإسلام يَخْشانا

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ من المَسِّ‏}‏ أي مِنَ الجُنُون، يقال‏:‏ به مَسٌّ وألْسٌ ولَمَمُ، وقد مُسَّ فهو مَمْسُوْسٌ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ذُوقّوا مَسَّ سَقَرَ‏}‏، قال الأخْفَش‏:‏ جَعَلَ المَسَّ يُذَاقُ، كما يُقال‏:‏ كَيْفَ وَجَدْتَ طَعْم الضَّرْب‏؟‏، ويقال‏:‏ وَجَدْتُ مَسَّ الحُمّى‏:‏ أي أوَّلَ ما نالَني منها‏.‏ وفي حديث أُمِّ زَرْع‏:‏ زَوْجي المَسُّ مَسُّ أرْنَبٍ، والريح ريحُ زَرْنَبٍ، وقد كُتِبَ الحديث بتمَامِه في تركيب ز ر ن ب‏.‏ وصَفَتْهُ بِلِيْنِ الجانِبِ وحُسْنِ الخُلُق‏.‏

ويقال‏:‏ بينَهُما رَحِمٌ ماسَّةٌ‏:‏ أي قرابَة قَرِيبَة‏.‏ وقد مَسَّتْ بِكَ رَحِمُ فلانٍ‏:‏ إذا كانت بينَكُما قَرابَةٌ قريبَة‏.‏

وحاجَةٌ ماسَّة‏:‏ أي مُهِمَّة، وقد مَسَّت إليهِ الحاجة‏.‏

والمَسُوْسُ من الماء‏:‏ الذي بينَ العَذْبِ والمِلْحِ، قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ‏:‏

لَو كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا *** عَذْبَ المَذاقِ ولا مَسُوْسا

وقال الليث‏:‏ المَسُوس من المِياه‏:‏ ما نالَتْه الأيدي، وأنشد قَوْلَ ذي الإصْبَع‏.‏

وقال شَمِر‏:‏ المَسُوس‏:‏ الذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فيشفيها‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ المَسُوْس‏:‏ كُلُّ ما شَفى الغَلِيْلَ؛ لأنَّه مَسَّ الغُلَّةَ، وأنشد‏:‏

يا حَبَّذا رِيْقَتُك المَسُوْسُ ***

والمَسُوْس -أيضًا-‏:‏ الفاذْ زَهْرُ‏.‏

ومَسُوْس‏:‏ قرية من قرى مَرْوَ‏.‏

والمَسْمَاس‏:‏ الخفيف، يقال‏:‏ قَتَامٌ مَسْمَاس، قال رؤبة‏:‏

وبَلَدٍ يَجْري عَلَيْهِ العَسْعَاسْ *** من السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ

ومُسَّة -بالضم-‏:‏ من أعلام النساء‏.‏

وبُشرى بن مَسِيْس -بفتح الميم-‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

وقَوْلُ العَرَب‏:‏ لا مَسَاسِ -مثال قَطَامِ-‏:‏ أي لا تَمَسّ، وقرأ أبو عمرو في الشَّوَاذِّ وأبو حَيْوَةَ‏:‏ ‏{‏أن تَقُوْلَ لا مَسَاسِ‏}‏، وقد يقال‏:‏ مَسَاسِ في الأمر‏:‏ كدَرَاكِ ونَزَالِ‏.‏

وأمْسَسْتُه الشَّيْءَ فَمَسَّه‏.‏

والمُمَاسَّة‏:‏ كناية عن المُباضَعَة، وقَرَأَ حمزة والكِسائيّ وخَلَفٌ‏:‏ ‏{‏تُمَاسُّوْهُنَّ‏}‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا مِساسَ‏}‏ بكسر الميم‏:‏ أي لا أمَسُّ ولا أُمَسُّ‏.‏

وكذلك التَّمَاسُّ، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏مِنْ قَبْلِ أنْ يَتَماسّا‏}‏‏.‏

والمَسْمَسَة والمِسْمَاس‏:‏ اخْتِلاط الأمرِ والْتِباسُه، قال‏:‏

إن كُنْتَ من أمْرِكَ في مِسْمَاسِ *** فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماسي

والتركيب يدل على جَسِّ الشَّيْءِ باليد‏.‏

مطس

الليث‏:‏ مَطَسَ العَذِرَةَ يَمْطِسُها مَطْسًا‏:‏ إذا رَماها بِمَرَّةٍ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ المَطْس‏:‏ الضَّرْبُ كاللَّطْم‏.‏

معس

المَعْسُ والمَعْكُ‏:‏ الدَّلْكُ، يقال‏:‏ مَعَسْتُ المَنِيْئةَ في الدِّباغ‏:‏ إذا دَلَكْتَها دَلْكًا شَدِيدًا‏.‏ وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه مَرَّ بأسْماءَ بنتِ عُمَيْسٍ -رضي الله عنهما- وهي تَمْعَسُ إهابًا لها»‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ بَعَثَتِ امْرأةٌ من العَرَبِ بِنتًا إلى جارَتِها فقالتْ‏:‏ تقولُ لَكِ أُمِّي أعْطيني نَفْسًا أو نَفْسَيْن أمْعَسُ به مَنِيْئتي؛ فإنِّي أفِدَةٌ‏:‏ أي مُسْتَعْجِلَة، قال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ‏.‏

حتى إذا ما الغَيْثُ قال رَجْسًا *** يَمْعَسُ بالماءِ الجِوَاءَ مَعْسا

وأنشد ابن الأعرابي في صفةِ فَحْلٍ‏:‏

يُخْرِجُ بَيْنَ النّابِ والضُّروْسِ *** حَمْراءَ كالمَنِيْئةِ المَعُوسِ

أرادَ شِقْشِقَةً حمراءَ شَبَّهَهَا بالمَنِيَّة المُحَرَّكَة في الدِّبَاغ‏.‏

وربَّما كُنِيَ بالمَعْسِ عن الجِماع‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ المَعْسُ‏:‏ الطَّعن بالرَّمْح، يقال‏:‏ مَعَسَه مَعْسًا‏.‏

ورجُلٌ مَعّاسٌ في الحَرْب‏:‏ مِقْدام‏.‏

ومَعَسَه‏:‏ أي أهانَه‏.‏

وما في النّاقَةِ مَعْسٌ‏:‏ أي لَبَنٌ‏.‏

والامْتِعاسُ في قَوْلِه‏:‏

وصاحِبٍ يَمْتَعِسُ امْتِعاسا *** كأنَّ في جالِ اسْتِهِ أحْلاسا

أي يُمَكِّن اسْتَه من الأرض ويُحَرِّكُها عليها كما يُمْعَسُ الأدِيْمُ‏.‏

والتركيب يدل على دَلْكِ شَيْءٍ‏.‏

مغس

المَغْسُ والمَعْسُ‏:‏ الطَّعْن‏.‏

اللِّحيانيّ‏:‏ في بَطْنِه مَغْسٌ -بالفتح- ومَغَسٌ -بالتحريك-‏:‏ أي التِواء، مثل المَغْصِ والمَغَصِ، وقد مُغِسَ -على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه- مَغْسًا، ومَغِسَ -مثال سَمِعَ- مَغَسًا بالتحريك‏.‏ وقال ابن السكِّيت‏:‏ يُقالُ إنّي لأجِدُ مَغْسًا؛ ولا تَقُل مَغَسًا -بالتحريك-‏.‏

والمَغْسُ‏:‏ الجَسُّ، قال رؤبة‏:‏

والدَّيْنُ يُحْيي هاجِسًا مَهْجُوْسا *** مَغْسَ الطبيبِ الطَّعْنَةَ المَغُوْسا

أي الدَّيْن يُحْيي الهَمَّ المُهِمَّ أي يَهِيْجُه‏.‏

مقحس

أبو عمر الزّاهِد‏:‏ تَمَقْحَسَتْ نَفْسي وتَمَقَّسَت‏:‏ إذا غَثَتْ، وأنشد على هذه اللغة‏:‏

نَفْسي تَمَقْحَسُ من سُمَانى الأقْبُرِ

مقس

مَقْسٌ‏:‏ موضع عند القاهرة على النِّيل‏.‏

ومَقَسْتُه في الماءِ مَقْسًا‏:‏ أي غَطَطْتُه فيه، مِثْل قَمَسْتُه‏.‏

ومَقّاسٌ العائذي‏:‏ شاعِر، واسمه مُسْهِر بن خُزَيْمَة بن لُوَي بن غالِب‏.‏ وقيل له العائذيُّ لأنَّهم عائذَةُ قُرَيْش، وعائذَةُ أُمُّهم، وهي عائذَة بِنت الخِمْسِ بن قُحافَة‏.‏ وقيل له مَقّاس لأنَّ رَجُلًا قال‏:‏ هو يَمْقُسُ الشِّعْرَ كيفَ شاء‏:‏ أي يَقُولُه، يقال‏:‏ مَقَسَ من الأكْلِ ما شاء‏.‏ وكُنْيَتُهُ أبو جِلْدَة‏.‏

ومَقّاسٌ -أيضًا-‏:‏ جبل بالخابور‏.‏

ومَقِسَتْ نَفْسُه -بالكسر- ولَقِسَت-‏:‏ أي غَثَتْ‏.‏

ومَقَسْتُ القِرْبَةَ أمْقُسُها مَقْسًا‏:‏ أي مَلأْتُها‏.‏

والمَقْس‏:‏ الجَرْيُ‏.‏

والمَقْسُ‏:‏ الكَسْرُ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّمْقيس في الماء‏:‏ الإكثارُ في الصَّبِّ‏.‏

وانْمَقَسَتِ القِرْبَة‏:‏ أي امْتَلأَت‏.‏

والمُمَاقَسَة والمُقَامَسَة‏:‏ المُغَاطَّة في الماء‏.‏

وانَّكَ لَتُماقِسُ حُوْتًا ولَتُقامِسُ حُوتًا‏:‏ أي تُمارِس الدّاهِيَة وتُكاوِح مَنْ لا قِبَلَ لَكَ به‏.‏

وتَمَقَّسَت نَفْسُه‏:‏ غَثَتْ‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ صادَ أعرابيٌّ هامَةً فأكَلَها، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ فَقِيْلَ‏:‏ سُمَانى، فَغَثَتْ نَفْسُه فقال‏:‏

نَفْسي تَمَقَّسُ من سُمَانى الأقْبُرِ

ويروى‏:‏ تَمَقْحَسُ‏.‏

مكس

مَكَسَ في البيع يَمْكِسُ -بالكسر- مَكْسًا‏:‏ إذا جَبى مالًا‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ المَكْسُ‏:‏ دَراهِمُ كانت تؤخَذ من بائِعي السِّلَع في الأسواق في الجاهِلِيَّة، قال جابِر بن حَنُيٍّ التَّغْلبيّ‏:‏

وفي كُلِّ أسواقِ العِراقِ اتَاوَةٌ *** وفي كُلِّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ

وقال شَمِر‏:‏ المَكْس‏:‏ النَّقْص، ومنه قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا يَدخُلُ الجنَّة صاحِبُ مَكْسٍ»‏.‏ وقيل المُراد منه العَشّار؛ والمَكْس الظُّلْمُ‏.‏ وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ المَكْسُ دِرْهَمٌ كان يأخُذُه المُصَدِّقُ بعد فَرَاغِهِ مِنَ الصَّدَقَة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ تَمَاكَسَ الرَّجُلانِ في البَيع‏:‏ إذا تَشَاحّا‏.‏ وماكَسَ‏:‏ أي شاحَّ، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- لجابِرٍ -رضي الله عنه-‏:‏ أتُرى إنَّما ماكَسْتُكَ لآِخُذَ جَمَلَكَ‏.‏ وقد ذُكِرَ الحديث بتَمامِه في تركيب ك ي س‏.‏

ويقال‏:‏ دونَ ذلك مِكَاسٌ وعِكاسٌ؛ وذلك أن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ منهما بِناصِيَةِ صاحِبِه‏.‏

والتركيب يدل على جَبْي مالٍ؛ وانْتِقاصٍ مِن الشَّيْئِ‏.‏

ملس

المَلْسُ‏:‏ السَّوْقُ الشديد، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «سِر ثَلاثًا مَلْسًا»‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب خ ل س‏.‏ قال‏:‏

عَهْدي بأظُعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ ***

وقال أبو زيد‏:‏ المَلوس مِن الإبل‏:‏ المِعْناق التي تراها أوَّلَ الإبل في المَرْعى والمَوْرِد وكُلِّ مَسِيْرٍ‏.‏

ويقال‏:‏ أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلام ومَلَثَ الظَّلامِ‏:‏ أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلام، قال الأخْطَل‏:‏

كَذَبَتْكَ عَيْنُك أمْ رَأيْتَ بِواسِطٍ *** مَلَسَ الظَّلامِ من الرَّبابِ خَيَالا

وناقَةٌ مَلَسى -مثال جَفَلى-‏:‏ أي تَمَلَّسُ وتَمضي لا يَعْلَقُ بها شَيْءٌ من سُرْعَتِها‏.‏

ويقال- أيضًا- في البَيْع‏:‏ مَلَسى لا عُهْدَةَ‏:‏ أي قد انْمَلَسَ من الأمرِ لا لَهُ ولا عَلَيْه، يقال‏:‏ أبيعُكَ المَلَسى لا عُهْدَةَ‏:‏ أي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجِعَ إلَيَّ‏.‏

ومَلَسْتُ الكَبْشَ أمْلُسُه مَلْسًا‏:‏ إذا سَلَلْتَ خُصْيَيْهِ بعُروقِهِما، يقال‏:‏ صَبِيٌّ مَمْلوسٌ‏.‏

والمَلاسَة والمُلُوْسَة‏:‏ ضِدَّ الخُشُونَة، وقد مَلَسَ ومَلُسَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ مَلَسَني الرَّجُلُ بِلِسانِه يَمْلُسُني‏.‏

وشَيْئُ أمْلَسُ‏.‏

وفي المَثَل‏:‏ هانَ على الأمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرُ‏.‏ الأمْلَس‏:‏ الصحيح الظَّهْر، والدَّبِر‏:‏ الذي قد دَبِرَ ظَهْرُه، يَضْرَب في سوء اهْتِمامِ الرَّجُلِ بِشَأْنِ صاحِبِه‏.‏

ويقال‏:‏ خِمْسٌ أمْلَسُ‏:‏ إذا كانَ مُتْعِبًا شَديدًا، قال‏:‏

يَسِيْرُ فيها القَوْمُ خِمْسًا أمْلَسا ***

ويقال للخَمر‏:‏ مَلْسَاءُ‏:‏ إذا كانَتْ سَلِسَةً في الحَلْقِ، قال أبو النَّجْمِ يصف امْرَأةً‏:‏

تَسْقي الأراكَ النَّضْرَ مِن زُلالِها *** بَرْدَ الفُراتِيَّةِ في قِلالِها

بالقهوةِ المَلْسَاءِ مِن جِرْيالِها ***

والمُلَيْسَاءُ‏:‏ بين المَغْرِبِ والعَتَمَة‏.‏

وقال ابن الأنباريّ‏:‏ المُلَيْسَاء‏:‏ نصف النهار، قال‏:‏ وقال رَجُل من العَرَب لِرَجُلٍ‏:‏ أكْرَهُ أنْ تَزُورَني في المُلَيْسَاء، قال‏:‏ لِمَ‏؟‏ قال‏:‏ لأنَّه يُفَوِّتْ الغَدَاءُ ولم يُهَيَّأِ العَشَاءُ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ المُلَيْسَاء‏:‏ شهر صَفَر‏.‏ وهو نِصْفُ النَّهارِ أيضًا‏.‏

وقال الأصمعيّ‏:‏ المُلَيْسَاء‏:‏ شَهْرٌ بينَ الصَّفَرِيَّةِ والشِّتاءِ وهو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيه المِيْرَة، وأنشد لزَيْد بن كَثْوَة‏:‏

أفِيْنا تَسُوْمُ السّاهِرِيَّةَ بَعْدَما *** بَدا لكَ من شهرِ المُلَيْسَاء كَوْكَبُ

يقول أتَعْرِضُ علينا الطِّيْبَ في هذا الوَقْتِ ولا مِيْرَةَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُلَيْسَاء -ويقال‏:‏ المَلْسَاء- من الألبان‏:‏ الحامِض الذي يُشَجُّ به المَحْضُ‏.‏

والمُلَيْسَاء‏:‏ الذي يكون في الطَّعام، بِوَزْنِ مُرَيْرَاء‏.‏

قال‏:‏ وباتَ فلانٌ لَيْلَةَ ابن أمْلَسَ‏:‏ أي في لَيْلَةٍ شَديدَةٍ‏.‏

وقَوْلُهم‏:‏ أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ ومَلَثَ الظَّلامِ‏:‏ أي حينَ اخْتَلَطَ الظَّلامُ‏.‏

والإمْلِيْسُ -بالكسر- وزاد ابن عبّاد‏:‏ الإمْلِيْسَةُ‏:‏ واحِدُ الأمالِيْس وهيَ المَهَامِهُ ليسَ بها شَيْءٌ من النّبات، وحَذَفَ ذو الرُّمَّةِ ياءَ الأمالِيْس لِحاجَتِهِ فقال‏:‏

أقولُ لِعَجْلى بَيْنَ بَمٍّ وداحِسٍ *** أجِدّي فقد أقْوَتْ عليك الأمالِسُ

ويقال‏:‏ رُمّان إمْلِيْسِيٌّ، كأنَّه مَنسوب إليه‏.‏ وقال أبو زُبَيد وسَمّى الإمْلِيْسَ مَلِيْسًا‏:‏

فإيّاكُم وهذا العِرْقَ واسْموا *** لِمَوْماةٍ مَآخِذُها مَلِيْسُ

ومُلَيْسٌ -مصغَّرًا-‏:‏ من الأعلام‏.‏

والمَلاّسَة -بالفتح والتشديد-‏:‏ التي تُسَوّى بها الأرْضُ‏.‏

وقال الزَّجّاج‏:‏ مَلَسَ اللَّيْلُ وأمْلَسَ‏:‏ إذا أظْلَمَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أمْلَسَتْ شاتُكَ‏:‏ إذا سَقَطَ صُوْفُها‏.‏

ومَلَّسْتُ الشَّيْءَ تَمْلِيْسا‏:‏ إذا لَيَّنْتَه‏.‏

وامْلاسَّ الشَّيْء -مثال ادْهَامَّ- فَتَمَلَّسَ وامَّلَسَ وانْمَلَسَ من الأمْرِ -أيضًا-‏:‏ إذا أفْلَتَ منه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ امْتُلِسَ بَصَرُه‏:‏ إذا اخْتُطِفَ‏.‏

والتركيب يدل على تَجَرُّد في شَيْءٍ وألاّ يَعْلَقَ به شَيْئٌ‏.‏ وأمّا مَلَسُ الظَّلامِ فَمِنْ بابِ الإبْدال وأصْلُه الثّاءُ‏.‏